أدانت مؤخرا محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة كلا من المتهمين (ض.ف) و(ث.م) و(ب.ع.م) و(ر.ي) ب10 سنوات سجنا نافذا لتورطهم في جناية تكوين جمعية أشرار والسرقة المقترنة بظرفي التعدد والليل مع العنف واستعمال أسلحة ظاهرة، بينما برأت ساحة المتهم الخامس (م. ش). تعود وقائع هذه القضية التي تشبه إلى حد ما أفلام المغامرات البوليسية على الطريقة الهوليودية إلى تاريخ 29 / 04 /2009 حوالي الساعة الثانية ليلا بينما كان الضحايا (م.ع) و(ر.ع.ك) و(م.ه) نائمين في غرف بإحدى المساكن الكائنة بالمكان المسمى "السطاح" ببلدية صالح بوالشعور، إذ بثلاثة أشخاص مسلحين بأسلحة نارية أحدهم كان ملثما يقتحمون حرمة المنزل، وبعد أن اعتدوا عليهم بالضرب تحت تهديد الأسلحة التي كانت بحوزتهم والمتمثلة في مسدس ناري من نوع توكاريف ومسدسات من صنع تقليدي، سلبوهم كل ما كانوا يملكون من أموال وهواتف نقالة ووثائق رسمية... وحسب تصريحات الضحية (م.ع) فقد أشار إلى أنه عندما كان نائما بإحدى غرف منزل جده الكائن بقرية السطاح فاجأه صراخ الضحية الثانية (م.ه) الذي كان بدوره نائما في أحدى غرف المنزل، ولما حاول الهرب من نافدة الغرفة سمع طلقة نارية، أثناءها اقتحم غرفته ثلاثة أشخاص أحدهم كان يضع لثاما على وجهه وبيده مسدس من نوع توكاريف والآخران كانا يحملان مسدسات من صنع تقليدي غير ملثمين، مضيفا أن المعتادين ولما تمكنوا من التوغل إلى داخل الغرفة أشهروا أسلحتهم في وجهه ولم يكتفوا بذلك بل اعتدوا عليه ضربا بواسطة الأسلحة أصيب إثرها على مستوى مؤخرة الرأس مسببين له جروحا بأنفه ووجهه، ليقوموا بعدها بتكبيله باستعمال الأسلاك المعدنية وخيوط الأحذية، ليطلبوا منه أن يسلم لهم المبلغ المالي الذي جناه من محصول البطاطا، ولما رفض بحجة أن المال قد سلمه إلى عمه شرعوا في تفتيش البيت، أين عثروا داخل الخزانة على مبلغ مالي يقدر ب86340 دج استولوا عليه، كما سرقوا هاتفا نقالا به شريحة لأحد متعاملي الهاتف النقال، كما أخذوا مفاتيح سيارته من نوع نيسان مغطاة وجميع وثائقها الإدارية بما فيها رخصة السياقة والسجل التجاري... مضيفا أنه وبعد أن تمكن بعد جهد جهيد من فك قيده توجه مباشرة لتفقد صديقيه، أين وجد الضحية (ر.ع.ك) بالغرفة المجاورة مكبلا بأسلاك معدنية، ويعاني من إصابة جراء تعرضه لطلقة نارية على مستوى الفخذ بالرجل اليمنى، كما وجد رفيقه الثاني الضحية (م.ه) بغرفته أيضا مكبلا بأسلاك معدنية، وأمام هذا الوضع الهيتشكوكي خرج نحو الطريق الذي يبعد عن المسكن بحوالي 150 م طالبا للنجدة ليتمكن من الاتصال بعمه الذي بدوره أخبر رجال الدرك الوطني بالغدير الذين تنقلوا إلى عين المكان.. مع العلم فإن الضحايا وأمام هيئة المحكمة الجنائية لسكيكدة قدموا التصريحات لواقعة الاعتداء عليهم من قبل المتهمين الذين تعرفوا عليهم بالخصوص وأنهم غرباء عن المنطقة يقطنون بولاية قسنطينة وعلى الرغم من أن هؤلاء في البداية حاول كل منهم على طريقته إنكار التهم الموجهة إليهم، إلا أن الأدلة القاطعة بالخصوص وأن الضحايا تعرفوا على المعتدين من جهة وكذا شهادة بعض الشهود كانت كلها كفيلة بإدانتهم بالجرم الذي من أجله تمت متابعتهم.. مع العلم فإن ممثل الحق العام وبعد مرافعته كان قد التمس السجن المؤبد للمتهمين الأربعة.