كثفت مصالح مديرية التجارة بوهران في المدة الأخيرة من جولاتها التفتيشية والرقابية بشكل يومي للوقوف على النشاطات التجارية. وقد أسفرت هذه الخرجات خلال الشهرين الأولين من هذه السنة عن غلق 3 مطاعم وإعذار 11 آخر بالغلق مع تقديم الملفات الى العدالة بسبب غياب شروط النظافة، مما تسبب في تسجيل أكثر من 500 حالة تسمم، حسب ما أفادنا به أحد المسؤولين بمصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي بوهران، وكذا مسؤوول مصلحة مراقبة الجودة وقمع الغش لمديرية التجارة. ويعود سبب تفشي هذه الظاهرة الى محاولات تحقيق الربح السهل والسريع، الأمر الذي اصبح يهدد صحة وسلامة المواطنين، خاصة مع انتشار المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة التي لا يراعي فيها اصحابها شروط النظافة وكيفيات حفظ بعض المأكولات، كما هو الحال لدى الباعة المتجولين الذين يكتفون بتغطية مأكولاتهم بالأغطية البلاستيكية، الأمر الذي يساهم في إتلاف هذه المأكولات لتعرضها لأشعة الشمس والغبار والأوساخ، الأمر الذي ينعكس سلبا على المستهلكين وتترتب عنه الإصابة بالتسممات الغذائية. ولعل إحصائيات الشهرين الأولين من هذه السنة وتسجيل أكثر من 500 حالة تسمم على مستوى مصلحة الاستعجالات الطبية، أكبر دليل على تواصل انتشار هذه الظاهرة وعدم تمكن اعوان الوقاية من تطويقها في ظل افتقار مديرية التجارة للعدد الكافي من العمال والموظفين المؤهلين للقيام بعمليات الرقابة والتفتيش. كما أن عمليات الحجز التي تقوم بها مصالح الأمن على مستوى الارصفة، وكذا فرق المراقبة على مستوى الميناء واتلاف كل هذه السلع بعد اثبات عدم صلاحيتها جراء التحاليل المخبرية البكتريولوجية، أكبر دليل على تفشي هذه الظاهرة وامكانية استمرارها مع حلول فصل الصيف الذي يكثر فيه الطلب على هذه المأكولات السريعة.