تواصلت أعمال الملتقى الدولي ''الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر'' الذي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى واحتضنت فعالياته قاعة المؤتمرات بفندق الأوراسي والذي ستختتم نشاطاته مساء اليوم بقراءة التوصيات التي أوصى بها المشاركون في هذا الملتقى. الجلسة الصباحية التي ترأسها الدكتور محفوظ سماتي تميزت بمداخلة الدكتور رحماني سعيد والتي كان موضوعها ''انتقال الكتاب العربي إلى الغرب وتأثيره الحاسم في تطور الغرب في مختلف العلوم''. واستعرض المحاضر جملة من الكتّاب المستشرقين الذين أقروا بمساهمة الفكر العربي الإسلامي في الغرب والأثر الذي خلفه على أفكارهم مما أخرجهم من ثقافات الأساطير إلى العلوم الحقيقية المبنية على التجارب، ومن هذه العلوم علم الكمياء من ''عصر النار إلى عصر الانفجار'' فكان في هذا الكتاب اعتراف علمي صريح بوجود التأثير العلمي الإسلامي. كما تطرق المحاضر إلى مسألة الترجمة من القرن الأول إلى القرن الرابع الهجريين حيث ترجم المسلمون عن الحضارات السابقة لهم من الفرس واليونان والهنود. أما الأستاذ بيار بيدار من جامعة بوردو، (فرنسا) فقد دارت مداخلته حول ''الانحطاط بين التاريخ وعلم الاجتماع. ومن جانبه تناول الدكتور بن عيسى عبد النبي طبيب من الجزائر العاصمة تأثير الطب الإسلامي ومنجزاته في العالم الغربي، الطب الذي وصل مرحلة كبيرة من التقدم في الجراحة الحساسة، وكانت المحاضرة تحمل عنوان ''عطاء الأطباء المسلمين بين القرنين العاشر والثالث عشر ميلاديين في جراحة الأعصاب المعاصرة''. مداخلة الطبيب قماري محمد من الجزائر هي الأخرى تناولت موضوع الطب ومدى تطويره في الظل الإسلامي والتقدم به خطوات عملاقة سواء في ميدان الأبحاث والدراسات أومن حيث التطبيق حيث ازدهر علم الطب عند المسلمين ازدهارا كبيرا وكانت محاضرته تحت عنوان: ''تأثير الإسلام في تطور الطب منهجا وممارسة'' لتتواصل أشغال الملتقى بمحاضرة كل من الدكتور جمال ميموني من جامعة منتوري قسنطينة ''إرساء العقلانية ميدانيا- بعض الخطوات العلمية لتمكين علم الفلك في الجزائر''، ومحاضرة الدكتور عيساني جميل من جامعة بجاية والتي كان موضوعها: ''الرياضيات والإسلام في بجاية ومنطقة القبائل'' لتعقبها مناقشات وتعليقات. كما تميز مساء اليوم الثاني من الملتقى بعرض مسرحي من قبل المسرح الجهوي ببجاية تحت عنوان ''ليوناردو فيبو ناشي في بجاية'' والتي تستعرض حياة هذا العالم وتلقيه لعلم الرياضيات بعاصمة الحماديين. ودرس هذا العالم الايطالي علم الحساب والجبر للخوارزمي في بجاية، وتتطرق المسرحية إلى مدينة بجاية وعصر ازدهارها في العصور الوسطى حيث كانت مركز اتصال بين العالمين الإسلامي والميسحي. تروي هذه المسرحية الأيام التي قضاها الرياضي ليوناردو فيبوناتشي في مدينة بجاية، وتعلمه تقنيات الأعداد وطرق الحساب وتقنيات التجارة للدول الإسلامية. والمسرحية تنقسم إلى ثلاثة فصول، اتصال ليوناردو في طفولته بالصيادين بميناء بجاية واللعب مع الصبي ''اسماعيل'' ومنها اكتشف طريقة الحساب المختلفة بين التجار. ثم تعلمه من معلمه الملهم، وفي بئر السلام يكتشف مكانة المدينة في الغرب الإسلامي، وفي الأخير يرحل ليوناردو وعمره 16 سنة-.