تراجع رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ بوعمران، عن تصريحاته السابقة المؤيدة لنزع خمار المرأة في صور جواز السفر البيومتري، قائلا إنه كان يقصد البرقع وليس الخمار اجتماع بين المجلس الإسلامي الجزائري والتونسي لدراسة تقنين الفتوى رد بوعمران أمس على سؤال ل”الفجر”، على هامش اليوم الأخير من ملتقى “الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر“ المنعقد بفندق الأوراسي، بخصوص الجدل الدائر حول نزع المرأة لخمارها من عدمه في وثائق الهوية البيومترية، وقال إنه كان يقصد تغطية المرأة لكامل وجهها باستعمال ما يسمى بالبرقع، خاصة وأن المنظمة العالمية للطيران تتخوف من النساء اللواتي يغطين وجوههن بالبرقع حسبه. وأكد بوعمران أن كلامه الذي أوّلته الصحف، على حد تعبيره، كان المقصود منه وجه المرأة وفقط، مشيرا إلى أن مسألة الخمار حرية شخصية للمرأة المسلمة، مضيفا أن المرأة إذا أرادت أن تضع الخمار فلها ذلك، وإن لم تشأ فلها ذلك، حيث استدل بالآية القرآنية القائلة “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”، وأنه لا يرى أي مشكل في ذلك. ودعا الأحزاب الإسلامية التي ثارت حفيظتها بعد التصريحات التي يقول بوعمران إنها نسبت إليه وتم تأويلها، إلى أخذ المعلومة من مصادرها ومن أصحاب التصريح وليس عبر الصحافة. هذا وقد اجتمع رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الجزائري بنظيره التونسي جلول الجريبي، المتواجد بالجزائر في زيارة رسمية في إطار ملتقى الإسلام والعلوم العقلية، حيث أفادتنا مصادر مطلعة بأن اللقاء تطرق أساسا إلى سبل التنسيق والتعاون في مجال تقنين الفتوى وتنظيمها، خاصة وأن تونس تتوفر على هيئة للفتوى منظمة ومعترف بها، إضافة إلى أن السلطات الجزائرية تقترب كثيرا من اعتماد النموذج التونسي في الإفتاء. وتطرق اللقاء كذلك إلى دراسة بعض أخطاء العلماء، خصوصا ما تعلق بالفتوى في البلدين، وتدارك بعض الاجتهادات الناقصة لبعض من العلماء كذلك، خاصة ما تعلق بالشريعة الإسلامية والفلسفة الإسلامية، إضافة إلى مناقشة تنظيم لقاءات تشاورية مستقبلية بين الهيئتين الجزائرية والتونسية. وفي يومه الأخير أوصى ملتقى الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر، بإنشاء جائزة دولية عن الإسلام والعلم يتكفل بها المجلس الإسلامي الأعلى، إضافة إلى إنشاء معهد لدراسة الأديان المقارنة بأوروبا، كما تضمنت التوصيات تنصيب وحدة تدريبية تعنى بتاريخ الطب بوجه عام والطب في الحضارة الإسلامية على مر عصورها بوجه عام.