تستعد الدائرة الإدارية للدار البيضاء بالعاصمة، لمباشرة عملية تسجيل ملفات جوازات السفر وبطاقات التعريف الوطنية بصيغتها البيومترية، وهذا بعد اقتراب نهاية المهلة المحددة من طرف وزارة الداخلية لحاملي جوازات السفر التي تنتهي صلاحيتها في شهر أفريل، أو ماي أو جوان 2010 لإيداع ملفات تجديد جوازاتهم، حيث أكد السيد بشير لونيس رئيس ديوان المقاطعة الإدارية للدار البيضاء ل''المساء'' أن الجناح المخصص لهذه العملية مهيأ من حيث التجهيزات ومن حيث تكوين الموظفين. وأكد السيد لونيس أن العملية في بدايتها ستشهد بعض التعقيدات إلا أن فريق العمل سينفذها بطريقة تدريجية بحيث لا يتم التخلص خلال الثلاثي القادم من الوثائق المعتمدة حاليا، بل ستكون هناك فترة انتقالية تمتد إلى خمس سنوات، حسب اقتراح الجهة المتكفلة بالدارسة والتخطيط لتنفيذ المشروع، وأضاف أن البلاغ الذي وجهته وزارة الداخلية والجماعات المحلية حول التسجيل لاستخراج بطاقة التعريف وجواز السفر البيومتريين، لقي صدى من طرف المواطنين وسجلت الدائرة توافدا غير مسبوق لهم من أجل الاطلاع عن كثب على سير العملية، ويذكر أن الدائرة تضم 7 بلديات. واصطحبنا السيد لونيس رفقة خبير في الإعلام الآلي لشرح تفاصيل العملية، بداية من أخذ موعد للتسجيل عبر الموزع الصوتي وهو الرقم الهاتفي 021244455 أو عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية وتختار الدائرة التي تنتمي إليها، ويتم الاتفاق على موعد يناسب المواطن لحضور عملية التسجيل، وهو حضور إجباري للتأكد من الشخص وأخذ بياناته بصفة دقيقة ويتعلق الأمر بالتوقيع وأخذ صورة رقمية على مستوى الجناح، ومن يتخلف عن الموعد المتفق عليه فيلزمه إعادة الاتصال وأخذ موعد جديد، وبالجهة المقابلة يحضر الجناح القائمة الاسمية المنتظرة لهذا اليوم مثلا وهو شأن تنظيمي يجنب الكثير من العرقلة والفوضى في استقبال المواطنين، وتتم مناداة المواطنين حسب الأسبقية في أخذ الموعد، وهو ما يجنب أيضا السلوك البيروقراطي في تجاوز فرد لآخر، وهنا يتم توجيه الشخص إلى مكتب فحص الملف والتأكد من استكمال كل الوثائق المطلوبة، ثم يتم إدخال البيانات في مكتب آخر ويصادق عليها في مكتب ثالث، للإشارة فإن المسجلين عبر الانترنت تمر استمارات تسجيلهم مباشرة إلى مكتب التصديق على البيانات، مع التأكيد على ضرورة حضور المعني عند الإيداع والسحب للبطاقة الوطنية أو جواز السفر. وتتم بعد ذلك مناداة المعني لدخول مكتب التقاط البيانات البيومترية ويتعلق الأمر بأخذ البصمة والصورة والتوقيع الإلكتروني، حيث أن المكتب يتوفر على كامل التجهيزات الإلكترونية الحديثة، وعند الانتهاء يتأكد المواطن من المعلومات المقدمة وتوقيعه ثم يستلم وصل الإيداع من طرف رئيس المصلحة، ويعود لاستلام بطاقته البيومترية بعد 45 يوما كأقصى تقدير، وإن لم يحضر الشخص المعني تقوم الدائرة بالاتصال به عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني وفي الوقت الحالي ليس هناك من لا يستعمل النقال لذلك سيتم إرسال رسالة قصيرة تستدعيه لأخذ بطاقته. وتراهن الدائرة الإدارية للدار البيضاء على الإدارة المحلية لإنجاح هذا البرنامج خاصة مع التعقيدات التي تصاحبه في بداية تنفيذه، لكن الرهان الأكبر يبقى مرتبطا أساسا بمدى تفهم المواطنين للعملية، كون الأمر يتعلق بتغير جذري في طريقة استخراج هذه الوثيقة التي تتطلب إجراءات إدارية غير مألوفة لدى المواطن. وبناء على المعطيات الأولية التي كشف عنها رئيس ديوان المقاطعة الإدارية للدار البيضاء، فإن الفئة الأخرى التي تستفيد من جواز السفر البيومتري الإلكتروني هي تلك التي لم تستفد من قبل من تلك الوثيقة، وسيتم في مرحلة أولية استقبال 35 شخصا يوميا. وينتظر أن يساهم اعتماد جواز السفر البيومتري الإلكتروني في تحقيق أهداف استراتيجية تتمثل في تعزيز الإجراءات الأمنية وذلك من خلال المساهمة في مكافحة الإرهاب والجريمة والانحراف من خلال وضع جهاز مدني للتأكد الأوتوماتيكي من البصمات، والتقليل من حالات تزوير وثائق الهوية ووضع حد لتعدد الهويات بفضل التأمين المادي للوسائل المستخدمة واللجوء إلى إجراءات أكثر فعالية في الإصدار والتأكد من هوية أصحاب طلبات الحصول على مثل هذه الوثيقة الهامة. ويرى المشرفون على المشروع أن اعتماد البصمات سيسهل من مهمة مصالح الأمن في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة من خلال قاعدة بيانات تمكنهم من التحقق من هوية حامل جواز السفر.