تنطلق اليوم، بصفة رسمية، عملية استلام طلبات إصدار جواز السفر البيومتري الإلكتروني، وذلك على مستوى 65 دائرة نموذجية و4 قنصليات بالخارج في خطوة تعد الأولى في مرحلة تنفيذ هذا المشروع الذي تم التحضير له منذ أكثر من سنتين. ويكون المواطن الراغب في استخراج أو تجديد جواز سفره مطالبا باتباع إجراءات جديدة متصلة بالتحول الجديد الذي تشرع فيه الإدارة المحلية في تطبيقه وفق الأجندة التي حددتها وزارة الداخلية منذ مدة، وعليه فإن المواطن الذي يريد أن يستخرج أو يجدد جواز سفره الذي تنتهي صلاحيته في جوان القادم على أكثر تقدير يتعين عليه أخذ موعد مسبق مع مصالح الدائرة المختصة سواء عن طريق رقم الهاتف الذي يوضع خصيصا لذلك أو عبر التسجيل على موقع وزارة الداخلية (www.interieur.gov.dz) وذلك في خطوة لتنظيم جيد للعملية بناء على حجم العمل الذي يقوم به المشرفون على تنفيذ المشروع الجديد، كون كل الدوائر النموذجية الحالية مطالبة بتسجيل معدل 30 ملفا في اليوم بحجم ساعي يقدر ب15 دقيقة لكل طالب جواز سفر بيومتري إلكتروني. والجديد بالنسبة لجواز السفر البيومتري الإلكتروني تماما مثلما هو الحال بالنسبة لبطاقة التعريف البيومترية الإلكترونية، لا يكمن فقط في طريقة التعامل مع الدوائر والمقاطعات الإدارية ولكن أيضا في طبيعة الملف المقدم من صاحب الطلب حيث يتضمن الطلب إجراءات جديدة تتميز بالدقة، حيث يتعين عليه ملء استمارة من نوع خاص باللغتين العربية والفرنسية تتضمن معلومات دقيقة عن هوية صاحب الطلب، كما يتعين إرفاق الطلب والاستمارة بوثيقة جديدة هي شهادة الميلاد رقم ''12-خ'' واستخراج هذه الشهادة من مكان الازدياد الأصلي تخضع هي الأخرى لقواعد جديدة غير تلك المعهودة من طرف المواطن لكون المواطن لا يتحصل سوى على نسخة واحدة فقط، وهي بمقاييس أمنية غير معهودة حيث تتضمن خيطا فضيا يجعل مثل هذه الوثيقة صعبة التزوير، ويوقعها رئيس المجلس الشعبي البلدي شخصيا أو أحد نوابه أو أمين عام البلدية وذلك بترخيص رسمي وموثق من رئيس البلدية. وتكفلت وزارة الداخلية بتجهيز الدوائر النموذجية والقنصليات الأربع بكل الآلات الضرورية للشروع في العملية، ووفرت جميع الإمكانيات المادية قصد إنجاح العملية في مرحلتها التجريبية قبل تعميمها على مستوى جميع الدوائر والمقاطعات الإدارية مع استكمال عملية استيراد التجهيزات الضرورية المقدرة ب800 آلة بحلول شهر جويلية القادم. وتكتسي عملية استخراج جواز السفر البيومتري الإلكتروني وكذا بطاقة التعريف البيومترية الإلكترونية المنتظر أن يتم الشروع في استخراجها نهاية العام الجاري أو بداية العام القادم أهمية بالغة بالنسبة لبرنامج الدولة الرامي إلى عصرنة وثائق الحالة المدنية، ويشكل أهمية خاصة أيضا لوزارة الداخلية باعتبارها المشرفة على تنفيذه، وهو ما حرص على إبرازه وزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني خلال اللقاءات الجهوية الثلاثة التي عقدها مؤخرا في كل من وهران وقسنطينة والجزائر العاصمة وشارك فيها ولاة ورؤساء دوائر ورؤساء مجالس بلدية، ورؤساء دوائر أمنية وممثلين عن مصالح الدرك الوطني. وتراهن وزارة الداخلية مع تعميم عملية توزيع التجهيزات على كل المقاطعات الإدارية لتعويض 5 ملايين بطاقة تعريف، ومليون جواز سفر خلال السنة بمعدل 24 ألف وثيقة في اليوم. وأكد وزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني أن الكثير من الأمور ستتغير ابتداء من الشروع في اعتماد جواز السفر وبطاقة التعريف بالصيغة الجديدة سواء تعلق الأمر بالبعد الاستراتيجي للبرنامج فيما يخص محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والتقليل من حالات تزوير وثائق الهوية، أو ما ارتبط بتسهيل الإجراءات الإدارية للمواطن في الحصول على وثائق الهوية، وأوضح أن آجال دراسة ملفات استخراج وثائق الهوية سيتم تقليصها، وأن طريقة تعامل مختلف الإدارات مع المواطن ستتغير وسيتم تقليص حجم الملفات المودعة عند كل مصلحة من باب أن بطاقة التعريف الوطنية ستضم كل المعلومات الضرورية لحاملها. وللإشارة فإن مشروع جواز السفر وبطاقة التعريف البيومتريين الإلكترونيين أشرف على إعداده خبراء جزائريون ولم تتم الاستعانة بالخبرة الأجنبية، بل تم الاكتفاء فقط بإرسال وفود من مهندسين جزائريين إلى عدة دول أوروبية وآسيوية واطلعوا على تجاربهم في هذا المجال وعلى ضوء ذلك تم وضع مشروع خاص بالحالة الجزائرية.