نفّذت أمس المصلحة الوطنية لحراسة السواحل تمريناً افتراضياً في البحث والإنقاذ بخليج العاصمة، على بعد 18 ميلا، باستعمال زوارق متطورة ذات تقنيات حديثة، حيث أظهر المتدخلون من خلاله أداء جيد في التنسيق والتحكم في وسائل التدخل، وتندرج هذه العملية في إطار تجريب التجهيزات البحرية التي اقتنتها الجزائر لتحديث وتعميم عملية المراقبة البحرية، لمواكبة التحديات الجديدة، كالهجرة السرية وحماية المياه الإقليمية. سيناريو التمرين البحري، تم تطبيقه على سفينة نقل المسافرين ''الجزائر'' القادمة من فرنسا وتحمل على متنها أزيد من 700 مسافر، حيث أطلق قائد السفينة إشارة إنذار عبر الرادار، مفادها أن حريقاً نشب في غرفة المحركات، وأنه يقوم بإطفائه بالوسائل المتوفرة على المتن، لكنه يعاود إطلاق إنذار ثان يفيد أنه لم يتمكن من إخماد الحريق وأنه يطلب مساعدة عاجلة للحيلولة وقوع كارثة، لتقوم بعدها قوات الدفاع الجوي عن الإقليم وشرطة الحدود التي استقبلت الإشارة بإعلان حالة الطوارئ وطلب التحقق عن الحادثة ومعاينة المكان، وقامت بعدها القوات البحرية ممثلة في المركز الوطني لعمليات البحث والإنقاذ، بإنشاء ''خلية أزمة'' تسهر على تسيير الأمور إلى نهايتها، بتفعيل اللجنة الوطنية للبحث والإنقاذ، التي تتولى تحديد منطقة المسؤولية للبحث والإنقاذ وإعداد مخطط التدخل وكذا التنسيق مع السلطات المعنية داخليا وخارجيا في حالة ما إذا كانت الباخرة التي تعرضت للحادث أجنبية. بعدها تم تسخير أربعة زوارق حديثة، اثنان منها مخصصان لنقل المصابين والآخران يحملان ممثلين عن الهيئات المتدخلة في العملية البحرية، منهم ثلاثة ممثلين عن وزارة النقل(الميناء، الملاحة البحرية، الملاحة الجوية)، ممثل عن وزارة الخارجية، ممثلان عن وزارة الداخلية(شرطة الحدود، البحرية)، ممثل عن وزارة المالية (الجمارك) وآخر عن وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، وممثل عن وزارة الصحة، ويقوم أفراد البحرية بالإشراف والتنسيق لتنفيذ العملية. وقد اطلع ممثلو الصحافة الوطنية على مراحل تنفيذ التمرين البحري انطلاقاً من الميناء، وصولاً إلى السفينة محل الحادثة، وفي عين المكان قامت الزوارق بفضل خراطيم المياه بتبريد الجزء الخارجي للسفينة كي لا تتعاظم الأمور، ليتم بعدها إجلاء 30 مسافراً مصاباً نحو الرصيف أين يتلقون الإسعافات وتحديد المصابين الذين يحولون إلى المستشفيات، وقبل ذلك تم البحث عن مفقود تم تحديده عن طريق طائرة البحث التي أنزلت إليه بساطاً عائماً به كل وسائل الإسعاف والإطعام، لتقوم بعدها الطائرة العمودية بواسطة سلسلة الإنقاذ بإنزال غواص قام بنقل المصاب نحوها وتحويله نحو مركز الإسعاف برصيف الميناء. وأشار المقدم سليمان دفايري رئيس خلية الاتصال بالقوات البحرية إلى أن هذه الأخيرة باعتبارها مكلفة بعمليات البحث والإنقاذ ليس فقط على امتداد الساحل الجزائري الذي يمتد على طول 1200 كلم بل في عمق الواجهة البحرية الجزائرية التي تزيد عن 100 كلم غربا وعن 200 كلم شرقا يستوجب عليها تكثيف مثل هذه العمليات تحسبا لأي طارئ. وذكر المصدر أن الزوارق الحديثة تم شراؤها من النرويج، وتم توزيع اثنين منها على كل واجهة بحرية، مجهزة بكل وسائل الإنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية وتتميز بكونها لا تغرق وتواجه كل الاضطرابات البحرية، وعدد آخر من زوارق أخرى خاصة بالبحث والإنقاذ وتتميز بالسرعة العالية، وفي هذا الإطار ذكر المقدم دفايري أن القوات البحرية تعمل على تعميم هذه الوسائل بكل المواني الجزائرية لتفعيل عمليات البحث والإنقاذ، وأن البحرية ستقتني في الأشهر القليلة المقبلة طائرات مروحية متخصصة في مثل هذه العمليات، نظراً لعدة أسباب منها، وقوع الجزائر عرضة للتيارات البحرية الشمالية، وقبل ذلك القضاء على النقص الحاصل في هذا المجال، مذكراً بحادثة سفينة بشار التي غرقت قبالة ميناء الجزائر في نوفمبر .2004 للإشارة شهد التمرين حضور ممثلين أجانب من البحرية الأمريكية والبرتغالية تمت دعوتهم كملاحظين كونهم مختصين في عمليات البحث والإنقاذ الذين عبروا عن ارتياحهم للتنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين المشاركين في التمرين رغم اختلاف هيئاتهم وطرق عملهم.