فضح نشطاء حقوقيون صحراويون ممارسات الاستعمار المغربي في المدن المحتلة واعتبروا أن الوضع لا يطاق وأن استمرار الأممالمتحدة في سياسة المهادنة مع هذا الاحتلال ستقود لا محالة إلى وضع تكون فيه الأساليب غير السلمية هي الخيار الوحيد لنيل الاستقلال. عقد عشرة نشطاء حقوقيين صحراويين أمس بمقر اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي ندوة صحفية استعرضوا فيها الواقع اليومي للصحراويين في المدن المحتلة وبخاصة ما يعانيه المدافعون عن حقوق الإنسان من ظروف مأساوية في ظل الحصار المفروض عليهم، وكل أشكال التعذيب والقمع وهي ممارسات أصبحت شبه يومية منذ انتفاضة الاستقلال ل21 ماي .2005 وقال الناشط الصحراوي محمد سالم أعمر احمد أن الوفد الصحراوي المتكون من 10 شبان كلهم من مواليد بعد الغزو المغربي سنة 1975 في إشارة واضحة إلى أن مشعل المقاومة قد تم تسليمه بالفعل إلى الجيل الجديد من المناضلين من أجل استقلال الصحراء والذين لم يشاركوا في الكفاح المسلح، ويرى هؤلاء النشطاء أن الكفاح السلمي لم يأت إلى غاية الآن بأية نتيجة، وأن الأممالمتحدة لم تلعب دورها من أجل تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره وفقا للشرعية واللوائح الأممية وأن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون عكس ذلك بوضوح، ووصفوه بالمجحف في حق الشعب الصحراوي. واعتبر المدافعون الصحراويون عن حقوق الإنسان مضمون ذلك التقرير بمثابة هروب الى الأمام وتكريس للأمر الواقع، وأكدوا أن هناك قناعة لدى الشباب الصحراوي بأن تواجد الأممالمتحدة في الأقاليم المتنازع عليها يكون فقط لتكريس الاحتلال وهو ما يحدث الآن في الصحراء الغربية، كون الهيئة الأممية فشلت إلى حد الآن في احترام المبادئ التي تأسست من اجلها، وأضافوا أن تقرير السيد بان كي مون ''ولد شعورا بخيبة أمل كبيرة لدى الشعب الصحراوي وإحساسا بتراجع واضح بالنسبة للمواقف السابقة للهيئة الأممية حول القضية الصحراوية''. وبالنسبة لهؤلاء الناشطين الصحراويين فإن مواقف قيادة جبهة البوليزاريو يجب أن تكون أكثر صلابة على ما هي عليه خاصة مع التراجع الكبير في مواقف المجتمع الدولي إزاء القضية، ويرون بأن اتخاذ أساليب أكثر صرامة في إشارة إلى العمل المسلح هو السبيل الوحيد لاستعادة الأراضي المغتصبة. وقال إن الشعب الصحراوي في المدن المحتلة ''ينتظر مواقف أكثر صلابة من قيادته في جبهة البوليزاريو لتغيير وضع الصحراويين''. وأكد المناضل محمد هيبة ميارة أن الوفد الصحراوي الذي يزور الجزائر والممثل لعدة مناطق صحراوية محتلة ''جاء حاملا رسالة من الصحراويين في المدن المحتلة مفادها أنهم كلهم عزيمة وإصرار على مقاومة الاحتلال المغربي حتى الاستقلال''. وللإشارة فإن هذا الوفد يعد الرابع الذي يقوم بزيارة الى الجزائر، وقد زار الأول بلادنا شهر جويلية من العام الماضي قاده المناضل علي سالم التامك، وتعرض أعضاء الوفد إلى الاعتقال ويوجدون إلى غاية الآن رهن الحبس. وفي هذا السياق أشار الناشط محمد سالم أعمر أحمد إلى الوضعية الصحية ''الخطيرة'' للمعتقلين الصحراويين المضربين عن الطعام بالسجون المغربية منذ 34 يوما. من جانبها حيت المناضلة أنحبوها محمود محمد سالم الموقف الثابت للجزائر في مساندة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مبرزة على صعيد آخر دور الإعلام في كشف ممارسات الاحتلال المغربي وانتهاكاته ''الخطيرة'' لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. كما دعت إلى ضرورة إيجاد آلية لحماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وفتح هذه الأراضي أمام المراقبين الدوليين لتوجه بعد ذلك نداء إلى المجتمع الدولي للعمل على وضع حد لمعاناة الشعب الصحراوي. ونبه هؤلاء النشطاء لظاهرة سرقة سلطات الاحتلال المغربي للآثار الصحراوية المتواجدة بمنطقة أوسرد، وأوضح أن الطرف المغربي يريد من خلال تلك الخطوة محو الحضارة الصحراوية. وحول المصير المحتمل لهؤلاء النشطاء لدى عودتهم الى المدن المحتلة في بداية الشهر القادم قال محمد سالم أعمر احمد ''أن كل الاحتمالات واردة، وسنبقى صامدين في وجه كل أشكال القمع المغربي''، ولم يستبعد تعرضهم لمضايقات وأعمال ترهيب ممنهجة بمجرد عودتهم. ويتوجه وفد الحقوقيين الصحراويين الى مخيمات اللاجئين بتندوف بغرض التواصل مع أهاليهم، وعقد سلسلة لقاءات مع منظمات صحراوية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان.