كشف الرئيس المدير العام لشركة ''نوفونورديسك'' الدانماركية المختصة في صناعة أدوية الأنسولين السيد لارس روبين سورنسن عن مناقشات موسعة مع المجمع الجزائري ''صيدال'' للدخول معه في شراكة بغرض نقل الخبرات والتجارب في مجال صناعة دواء الأنسولين، مبديا اهتمام المؤسسة الأم بالسوق الجزائرية التي اختيرت لاحتضان أول مصنع للشركة بمنطقة المغرب العربي وإفريقيا والشرق الأوسط لإنتاج الأدوية الفموية لمرضى السكري، على أن يشرع في تصدير المنتوج المصنع بالجزائر لباقي الدول في القريب العاجل. ولدى إشراف الرئيس المدير العام لمؤسسة نوفونورديسك السيد لارس روبين سورنسن أول أمس على تدشين عملية توسيع نشاط مصنع الشركة بمنطقة وادي عيسي بولاية تيزي وزو، أكد أن الجزائر تشهد في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا على كل الأصعدة، الأمر الذي دعم فكرة توسيع نشاط الشركة الدانماركية رقم واحد في العالم في مجال صناعة الأنسولين بالسوق الجزائرية، وبما أن المخبر التزم منذ عدة سنوات بمكافحة انتشار مرض السكري عبر العالم على غرار الجزائر، فقد تقرر توسيع نشاطه ببلادنا من خلال المحادثات المعمقة التي باشرها المسؤولون مع الشريك الجزائري ''مجمع صيدال'' بغرض الدخول معه في شراكة عبر مصنعه لإنتاج الأنسولين بولاية قسنطينة من خلال نقل الخبرات والتجارب بما يخدم مصلحة المؤسستين. كما استبعد المتحدث أن يكون المشروع الجديد هو إعادة إحياء للمشروع القديم الذي كان مقررا بين المخبر و'' صيدال'' ومؤسسة ''بيار فارما'' مشيرا إلى أن المحادثات الجارية حاليا تتم في إطار تشجيع التعاون الجزائري الدانماركي لبلوغ الأهداف المشتركة، حيث حقق المخبر منذ دخوله السوق الجزائرية نموا اقتصاديا كبيرا على جميع المستويات خاصة بعد تسويق الجيل الثالث من الأنسولين، حيث ينتظر الانتهاء من الدراسات المخبرية للجيل الرابع من الأنسولين مع سنة ,2011 وستكون الجزائر ضمن قائمة الدول الأولى المستفيدة من هذا التطور العلمي في هذا المجال. وقصد تعميم حملات الوقاية وسط المجتمع تقرر توسيع نشاط قرية ''لنغير داء السكري '' التي قررت المؤسسة جعلها عيادة متنقلة تمر عبر مختلف الولايات والمدن للتقرب من المواطن بغرض التشخيص المبكر وتعريفه بمخاطر المرض إذا ما لم يتم معالجته بالطرق السليمة، حيث يتم استقبال المواطنين عبر عدة أجنحة تخص التشخيص والمراقبة الطبية الروتينية مع التحسيس بوجوب مراقبة الأنظمة الغذائية للوقاية من الإصابة. وخلال ندوة صحفية عقدها السيد لارس روبين سورنسن على هامش الزيارة التي قادته لمصنع المخبر بولاية تيزي وزو كشف عن تحقيق المخبر الدانماركي لرقم أعمال يساوي 10 ملايين دولار يخصص حصة الأسد منه للبحث والتطوير في مجال صناعة الأدوية، كما ساهم فرع المخبر بالجزائر في إنشاء فدرالية وطنية لمرضى السكري ومصنع باستثمار أصلي بلغ 750 مليون دج على أن يتضاعف المبلغ خلال السنتين القادمتين، كما ساهم المشروع في خلق 55 منصب شغل مباشر و 200 منصب غير مباشر على أن يتم توظيف عدد إضافي من العمال مع توسيع نشاط المصنع مستقبلا ، حيث يتم حاليا إنتاج أدوية فموية مضادة لمرضى السكري من نوع حبوب المتفورمين ل 500 و 850 و1000 ملغ وهو ما يغطي حاجيات المرضي من نمط ,02 وبعد عملية توسيع المصنع يمكن تركيب سلسلة إنتاجية ثانية لإنتاج دواء الريباجلينين مع آفاق 2012 وخلال نفس الفترة سيشرع في تصدير الأدوية المنتجة بالجزائر خارج الوطن بعد الحصول على شهادة المطابقة الثالثة، علما أن مصنع الجزائر هو الفرع الوحيد للمخبر خارج الدانمارك يحوز على شهادتين مزدوجتين تحصل عليهما سنة 2009 وتخص ''ايزو ''4001 و ''اوساسي 8001 '' وهو ما يؤكد الالتزام بالإنتاج الجيد وبتكنولوجيات نظيفة مع التسيير الحسن للنفايات الصناعية والتحكم في الطاقة واستهلاك الموارد الطبيعية. من جهته أشاد مدير فرع نوفونورديسك الجزائر السيد جون بول ديجي بالنتائج المحققة ضمن نشاط قرية ''لنغير داء السكري '' التي زارها لغاية اليوم 25 ألف شخص عبر 80 نقطة حطت بها القرية الرحال عبر التراب الوطني، وهي التقنية التي سمحت بالكشف المبكر عن المرض لدى فئة كبيرة من المواطنين، كما استغل نشاط القرية للتحسيس بالغذاء السليم للمريض و أخطار مضاعفات المرض في حالة عدم الامتثال لتوصيات الطبيب المعالج، وعن النشاطات المستقبلية لرفع الجزائر أشار المسؤول إلى تنظيم فورام دولي حول مرض السكري بإمارة دبي عما قريب، على أن يتم تنظيم فوروم وطني بالجزائر سنة 2011 بالإضافة إلى مواصلة عمليات تدريب الأطباء العامين والمختصين على التقنيات الحديثة لمتابعة حالات المرضى، في حين نظم لقاء بولاية وهران يجمع الفدرالية الوطنية لمرضى السكري بنظيرتها الفرنسية لتبادل التجارب والخبرات على أن تكون سنة 2011 مميزة للفرع بعد إطلاق حافلة عيادية متعددة الخدمات وعلى متنها أحدث تقنيات التشخيص والعلاج يؤطرها أطباء مختصون في عدة مجالات لها علاقة بالمضاعفات التي قد تصيب مرضى السكري، حيث ستجوب هي الأخرى التراب الوطني للتقرب أكثر من المواطن خاصة في القرى والمداشر البعيدة. وعن الحملات التحسيسية التي سيشارك فيها فرع الجزائر لمخبر نوفونورديسك مستقبلا ستمس فئات الأطفال والنساء الحوامل من خلال توسيع عمليات التشخيص ونشر ثقافة الوقاية.