اتهم الرئيس المدير العام لمجمع صيدال علي عون أمس صراحة من أسماهم لوبيات ومافيا الدواء بالوقوف وراء العراقيل التي تواجهها صيدال في تسويق دواء صيفلو، والأنسولين في الجزائر سعيا من هذه اللوبيات للحفاظ على حصتها في سوق الأدوية بالجزائر، وذهب علي عون إلى أبعد من ذلك، حيث قال بأن بعض المسؤولين في قطاع الصحة لم يكونوا يتوقعون أن تخرج صيدال بمنتوج الأنسولين إلى السوق بهذه السرعة فعمدوا إلى عرقلة تسويقه من خلال تعطيل تسجيله ضمن قائمة الأدوية المعوضة، وقال عون في هذا الصدد بأن بعض المسؤولين والوزراء، في إشارة منه إلى وزير العمل الطيب لوح، فضلوا الرد على طلب صيدال عن طريق الصحافة بدل أن يقوموا بذلك كتابيا، والأسوأ من ذلك حسبه أنهم برروا عدم إدراج أنسولين صيدال "أنسودال" في قائمة الأدوية المعوضة بحجة أن طلب صيدال بتسجيل هذا الدواء في نظام الضمان الإجتماعي جاء متأخرا، وفي هذا الخصوص أوضح عون بأن صيدال شرع في إنتاج الأنسولين في أفريل، وتقدم بالطلب لتعويضه في شهر ماي أي مباشرة بعد شروعه في الإنتاج، مضيفا أنه من غير المعقول أن تقدم طلبا لتعويض هذا الدواء وهي لم تكن قد أنتجته بعد. جميلة بلقاسم وفي نفس السياق، أكد علي عون بأن صيدال وجدت صعوبة كبيرة في إقناع مسؤولي قطاع الضمان الإجتماعي بضرورة إدراج دواء الأنسولين ضمن قائمة الأدوية المعوضة بالرغم من أن المصنع أنجز بتوصية من رئيس الجمهورية شخصيا، كما أن رئيس الجمهورية هو الذي دشنه، على أمل أن ترفع صيدال إنتاجها من الأنسولين لتغطية كل الحاجيات الوطنية، غير أن صيدال تفاجأت بالعراقيل غير المبررة التي وضعت في طريقها، كما تفاجأ المرضى بعدم تمكنهم من تعويض أنسولين صيدال الذي كان حلما انتظروه عشر سنوات، ويوجد حاليا في مخازن صيدال مخزون يقدر تقريبا ب 800 ألف قارورة، في حين أن الأنسولين المستورد يسوق ويعوض، وهي تناقضات قال عون بأنها خطيرة، خاصة وأن سعر الأنسولين الذي تنتجه صيدال يقل عن السعر المرجعي المعتمد لتعويض دواء الأنسولين المستورد، في وقت تتمكن المخابر الأجنبية حسب علي عون من التسجيل مباشرة في القائمة ودون أي صعوبات، وفي وقت ينص البرنامج الخماسي للحكومة على أن تلتزم الحكومة بتشجيع الإنتاج الوطني للأدوية وتشجيع الإستهلاك الوطني للأدوية الجنيسة، وأضاف المتحدث عبر القناة الأولى التابعة للإذاعة الوطنية بأن أنسولين صيدال مازال غير معوض عبر ولايتين رغم أنه أدرج في القائمة شهر جويلية الفارط، كما أن المستشفيات والصيدلية المركزية رفضوا شراءه من صيدال بحجة أنهم متعاقدون مع مخبر أجنبي، إلى غاية نهاية السنة الجارية. وقال علي عون بأن الممارسات التي يتعرض لها مجمع صيدال لعرقلته ومحاولة تكسيره في السوق ذهبت إلى أبعد مما يتصوره العقل إلى درجة أن صيدال أقامت السماء ولم تقعدها من أجل الحصول على رخصة صناعة صيفلو مع المخبر الهندي لتتفاجأ بكل هذه الصعوبات في تسويقه، وهو حسب عون "دليل واضح على أن هذه اللوبيات تقف وراء الأمر، لضرب مصالح صيدال"، مضيفا بأن مافيا الدواء لم تهضم إنتاج الأنسولين وصيفلو من طرف صيدال، ولهذا تحاول عرقلة تسويقه، متسائلا ما معنى أن تراسل وزارة العمل صيدال مباشرة بعد خروج نبأ تسويق صيفلو في الصيدليات لتبلغها بأن لجنة الوزراة اجتمعت حول هذا الدواء وقررت عدم إدراجه في قائمة الأدوية المعوضة، وحرص المتحدث على التوضيح بأن صيدال تخوض حربا من أجل تعويض أدويتها طيلة السنوات الست الماضية. ولم يفوت علي عون الفرصة لكشف الخسائر التي تكبدتها صيدال بسبب قرار رفع إجبارية الإستثمار على مستوردي الدواء شهر سبتمبر 2005 في وقت كانت صيدال بصدد الدخول في شراكة مع أكبر المخابر العالمية لفتح 80 بالمائة من رأسمالها، حيث أدى القرار إلى تراجع كل تلك المخابر عن الدخول في شراكة مع صيدال نظرا لفتح السوق كلها أمام المستوردين، واصفا هذه السياسة بسياسة الصالونات التي تأتي بردود فعل عكسية تماما. علي عو،ن قال بأنه متأكد بأن تصريحاته هذه ستغضب الكثير من المسؤولين، وبأن صيدال ستدفع ثمن هذه التصريحات غاليا.