يعاني تلاميذ متوسطة محمود منتوري المتواجدة بحي "فوق لاقار" ببلدية بوروبة بالعاصمة منذ سنوات، من مشكل لم يتمكن لا المسؤولون على مستوى المؤسسة ولا البلدية ولا غيرها من الجهات المعنية، من حله، وذلك رغم الشكاوى العديدة التي تقدمت بها الإدارة وأولياء التلاميذ، وهو المشكل الذي أقل ما يمكن أن نقول عنه أنه يهدد سلامة وأمن التلاميذ. ويتمثل هذا الانشغال في لجوء بعض المنحرفين والشباب الذين لا علاقة لهم بالمؤسسة، إلى دخول هذه الأخيرة دون أية معاناة وبسهولة كبيرة نظرا لوضعية الجدار المحيط بالمتوسطة، فبالإضافة إلى أن طوله لا يتعدى المتر ونصف المتر، نجد به عدة منافذ تسهل عملية التسلل إلى داخل المؤسسة بشكل سهل للغاية، وهي منافذ قام بإحداثها بعض الأشخاص الذين لجأوا إلى كسر بعض الأجزاء من الجدار، والأخطر في كل هذا، الممارسات التي يتعاطاها هؤلاء الأشخاص الغرباء الذين يتسللون داخل المؤسسة ليلا لاستهلاك الكحول والمخدرات، وما قارورات الخمر التي يلاحظها في كل مرة التلاميذ والإدارة على أرضية ساحة المؤسسة، إلا دليل على خطورة ما يحدث ومبرر قوي لانشغال وقلق الأولياء والمسؤولين على إدارة المتوسطة. وقد عبرت مديرة متوسطة محمود منتوري التي يدرس بها ذكور وإناث، عن قلقها الكبير إزاء وضعية الجدار المحيط بالمؤسسة والتي لا يضمن، حسب المديرة، لا الأمن ولا الحماية للمؤسسة ولا للتلاميذ. وأكدت المتحدثة أن مصالحها راسلت مرارا بلدية بوروبة وحتى بعض مصالح قطاع التربية، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. محذرة في ذات السياق، من عواقب هذه الوضعية، خاصة وأن تلاميذ هذه المؤسسة في سن المراهقة أو فترة ما قبل المراهقة، وهي المرحلة التي تعتبر من المراحل الحساسة في حياة الطفل. من جهتهم، طالب العديد من الأولياء الذين أبدوا قلقهم إزاء ما يحدث داخل حرم المؤسسة التربوية - حتى وإن كان ذلك خلال الليل - السلطات المحلية ومعها وزارة التربية، بالإسراع في حل هذا المشكل والتكفل بانشغالهم قبل فوات الأوان، حيث يخشى أن تمتد هذه الممارسات إلى النهار، خاصة وأن الجدار محل الانشغال يحيط بالمؤسسة من الجهة الخلفية التي توجد بها مساحة خضراء وليس من الجهة الأمامية. أما التلاميذ الذين حاورتهم "المساء" بعين المكان، فقد أجمعوا على تسلل أشخاص غرباء يوميا الى مؤسستهم تاركين وراءهم بقايا السجائر وقارورات مختلف المشروبات. من جهته، وبعد استفسارنا عن الوضعية المقلقة التي تعيشها إدارة متوسطة محمود منتوري وأولياء التلاميذ، أكد رئيس بلدية بوروبة، السيد زهير معتوق، في اتصال مع "المساء"، أن وضعية متوسطة محمود منتوري لا تعني مصالحه، كون صلاحيات البلديات لا تتعدى التكفل بالمؤسسات الابتدائية، وأما مهمة صيانة المتوسطات والثانويات فتقع على عاتق قطاع التربية.