في عملية قرصنة بحرية حقيقية أقدمت قوات خاصة إسرائيلية على اقتحام سفن أسطول الحرية الدولي لكسر الحصار على قطاع غزة فجر أمس واقترفت جريمة ضد الإنسانية أودت بحياة 19من النشطاء الدوليين وعشرات المصابين أمام عالم لم يجد سوى الاستنكار والتأسف للرد على هذه الجريمة. وقد اختارت حكومة الاحتلال وكل دوائر صناعة القرار الإسرائيلية حلكة الليل كأفضل توقيت لاقتراف هذه الجريمة البشعة رغم أن السفن الإنسانية كانت تبحر في عرض المياه الدولية التي تمنح لها كل الحرية والأمن في الإبحار ما دام أصحابها يمتلكون كل الوثائق والتراخيص اللازمة في مثل هذه الحالات. يذكر أن عملية القتل مع سبق الإصرار تمت على بعد أكثر من 80 ميلا بحريا بما يعادل 150 كلم عن ميناء قطاع غزة وبعيدا جدا عن إسرائيل التي أوكلت لها اتفاقات أوسلو السيادة على المياه الإقليمية على مسافة لا تتعدى 37 كلم فقط وهو عامل آخر لتجريم هذه العملية ويستدعي تحركا دوليا للاقتصاص من حكومة الاحتلال. وتضاربت المعلومات حول عدد قتلى هذه الجريمة وأعضاء القافلة الإنسانية الذين تم اعتقالهم واقتيادهم إلى وجهات مجهولة بعد أن فرضت إسرائيل تعتيما إعلاميا وقطعت كل سبل الاتصال أمام أعضاء القافلة لفضح حقيقة ما جرى. وفي تبرير لن يقبله أي عاقل زعمت إسرائيل أن مقتل 19 متضامنا وجرح العشرات جاء بسبب إقدام بعضهم على ضرب بعض جنود ''الجيش الذي لا يقهر'' بالأسلحة البيضاء وتجريد بعضهم من أسلحتهم وهو زعم تمويهي من اجل التغطية على هذه الجريمة النكراء. ولكن مثل هذا الزعم فضحته تصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال الجنرال أفي بنياهو الذي أكد انه لا يحوز على معلومات حول الجهة التي أعطت الأوامر للقوة الخاصة التي كلفت باقتراف هذه الجريمة بإطلاق النار على المتضامنين. وراح يؤكد أن الوحدة واجهت تهديدات إرهابية في زعم لا يمكن تمريره بهذه السهولة ما دام أصحاب مبادرة قافلة الحياة مسالمين وما انفكوا يؤكدون على ذلك أمام الرأي العام العالمي منذ عدة أسابيع لقناعتهم أن إسرائيل لن تتوان في قتلهم بسبب قوة الرسالة الإنسانية التي يحملونها باتجاه كل العالم. وهو ما أشارت إليه مصادر إعلامية إسرائيلية التي أكدت أن قيادة جيش الاحتلال وقعت في حيرة في أمرها بين خيارين للتعاطي مع المتضامنين كان أولهما اعتراض طريق الأسطول في عرض المياه الإقليمية أو مهاجمتها في المياه الإقليمية وهو الخيار الذي وقع عليه الاختيار في النهاية. وأرغمت السفن الحربية الإسرائيلية مباشرة بعد اقتراف هذه الجريمة سفن القافلة بالتوجه إلى ميناء اشدود في جنوب إسرائيل حيث فرضت حصارا إعلاميا على مصير ركابها والذين ترددت معلومات أنهم زج بهم في سجون الاحتلال . كما أن صورا بثت على اليوتوب تم بثها على الشبكة العنكبوتية أظهرت نزول عناصر للقوة الخاصة الإسرائيلية من طائرات مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي على سفينة ''مافي مرمرة'' التركية وقام عناصرها بإطلاق النار على ركابها الذين كانوا يغطون في نوم عميق بمجرد أن وطأت أرجلهم سطحها.