جاءت الطبعة ال43 لمعرض الجزائر الدولي مناسبة لتكريس التعاون الثنائي بين الجزائر والأردن الذي اختير ضيف شرف هذه الدورة، وكانت لقاءات على أعلى مستوى جمعت المسؤولين الأردنيين والجزائريين للتباحث حول سبل توسيع العلاقات الاقتصادية وإبراز أهمية تحقيق مشاريع شراكة بين متعاملي البلدين في الفروع الصناعية الواعدة، حيث أبدى الأردن رغبته في استكشاف السوق الجزائرية بهدف تجسيد الشراكات. خلال ملتقى حول إمكانيات التعاون الثنائي نظم على هامش المعرض بحضور وزير الصناعة والتجارة الأردني عامر الحديدي وسفير الأردن بالجزائر تركي الخريشا، أجمع عدد من المستثمرين الأردنيين على أن السوق الجزائرية سوق واعدة وتعد بالكثير، وأعرب ممثلو عدد من المؤسسات الأردنية المشاركة في الدورة ال43 لمعرض الجزائر الدولي عن رغبتهم في استكشاف السوق الجزائرية قصد تجسيد شراكات مع نظيراتها الجزائرية. ويمثل هؤلاء المتعاملون قطاعات مختلفة كالصناعات الغذائية والكيماوية والبلاستيكية الكهرومنزلية ومواد التجميل ومواد البناء والأثاث والألبسة إلى جانب الخدمات المصرفية والطبية، ويرى أحد المستثمرين البارزين في إنتاج الألبسة بالعاصمة عمان أن ''تشابه عادات وثقافة وديانة الشعبين الجزائري والأردني يفتح أمامنا إمكانيات كبيرة للاستثمار في السوق الجزائرية''. لكن مدير المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية السيد يعرب القضاة أكد أن بلده لا يعتبر الجزائر مجرد سوق ولكن يسعى لتوسيع استثماراته المباشرة فيها قصد خلق شراكة استراتيجية بين البلدين. من جهته تأسف الأمين العام لوزارة التجارة السيد صافي تلي لمحدودية المبادلات التجارية بين الجزائر والأردن رغم كونه رابع شريك عربي غير مغاربي بعد مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، ولا تتعدى هذه المبادلات ال100 مليون دولار سنويا مع فائض كبير لصالح الأردن. من جانب آخر، تطرق وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي أول أمس مع وزير الصناعة والتجارة الأردني السيد عامر الحديدي إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين وأبرزا أهمية تحقيق مشاريع شراكة بين متعاملي البلدين في الفروع الصناعية الواعدة. وحسب بيان الوزارة فقد جدد السيد بن مرادي إرادة السلطات الجزائرية في منح الضمانات والمرافقة لتسهيل الإجراءات أكثر فأكثر، مؤكدا على ضرورة مضاعفة اللقاءات بين المتعاملين من البلدين والراغبين في الاستثمار لمزيد من التعارف وسبر الفرص المتاحة. بدوره عبر السيد الحديدي عن امتنانه للرعاية التي يحظى بها المستثمرون الأردنيون العاملون بالجزائر وبالأخص في صناعة الأدوية داعيا إلى تطوير التبادلات بين البلدين والتي لا تزال دون المستوى المطلوب، وأبرز الوزير الأردني في هذا الإطار أهمية الاستفادة من التجارب السابقة من اجل تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود، مؤكدا على ضرورة الاستفادة من الاتفاقيات الجاري العمل بها حسب المصدر ذاته. من جهته، بحث وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس أول أمس مع وزير الصناعة والتجارة الأردني كافة محاور التعاون الثنائي في مجال الصحة لا سيما الجوانب المتعلقة بالصناعة الصيدلانية والعلاج الرفيع المستوى. وبعد أن أبرز الطرفان أهمية هذا التعاون اتفقا على إنشاء مجموعة عمل مختلطة مكلفة بدراسة وتحديد الآليات الواجب وضعها لتعزيز هذا التعاون. وأوضح بيان عن الوزارة أن هذا اللقاء جرى بحضور إطارات من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ووفد هام من رجال أعمال أردنيين إلى جانب سفير الأردن بالجزائر السيد تركي الخريشا. وكان السيد أحمد أويحيى الوزير الأول استقبل أول أمس بالجزائر العاصمة السيد عامر الحديدي حاملا رسالة من الملك عبد الله الثاني ملك الأردن إلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.