شهد قطاع النقل بولاية المسيلة إنتعاشا كبيرا خلال السنوات الأخيرة وفي مختلف البرامج التنموية والقطاعية، كإنجاز محطات جديدة للمسافرين بكل من عاصمة الولاية وعدد من الدوائر الكبرى، وبعث مشاريع جديدة تخص مجال السكك الحديدية، حيث تم خلال بداية العام الفارط تدشين خطوط جديدة للسكة الحديدية كالخط الرابط بين المسيلة وبرج بوعريريج على مسافة 60 كيلومترا وهو المشروع الذي انطلقت به الأشغال مع بداية الثمانينات قبل أن تتوقف في أكثر من مرة، بسبب نقص الغلاف المالي المخصص للمشروع. قبل أن تتم إعادة تقيمه ماليا من طرف مسؤولي الشركة الوطنية للسكك الحديدية ووزارة النقل ومنحه لشركة صينية تكفلت بتكملة إنجاز أشغاله، نفس الشيء بالنسبة للخط الثاني الرابط بين عاصمة الحضنة وقسنطينة على مسافة 240 كيلومترا والذي توقفت أشغال إنجازه قبل أن تبعث من جديد خلال السنوات الفارطة ويدخل العام الفارط حيز الخدمة. شجع الموقع الإستراتيجي لولاية المسيلة التي تتوسط ولايات الوطن، ويحدها سبعة ولايات من وسط وشرق وشمال البلاد وزارة النقل وأدى بها إلى برمجة مشاريع جديدة، من أجل ربطها بولايات غرب وشرق البلاد، خاصة بعد تأكيد المسؤول الأول على القطاع على أن الدولة ستراهن خلال السنوات القادمة على استحداث وإنجاز أكبر عدد ممكن من خطوط السكة الحديدية، ومن بين تلك المشاريع الهامة التي استفادت بها ولاية المسيلة، خط السكة الحديدية الذي سيربطها بالجنوب الغربي انطلاقا من مدينة بوغزول بالمدية وسيمر عبر بلديات عين الحجل وسيدي عامر على مسافة تقدر بأزيد من 120 كيلومترا، وهو المشروع الذي يدخل ضمن مشاريع الهضاب العليا وانطلقت به الأشغال بعد موفقة الوزارة على اقتراح والي المسيلة باختيار قاعدة الورشة بتراب الولاية، وذلك من أجل المساهمة ولو مؤقتا في امتصاص البطالة، وهو الخط الذي من شأنه أن يساهم في خلق التنمية عبر بلديات الولاية التي سيمر عبرها، وكذا المشروع الثاني والمتمثل في ربط المسيلة بولاية الجلفة مرورا ببوسعادة والذي تم مؤخرا اختيار مكتب الدراسات من الجزائر العاصمة لإنجاز الدراسة الخاصة به والمثمثل في قطار مكهرب ''تي جي في'' بالإضافة إلى موافقة الوزارة على طلب الولاية بتسجيل مشاريع لإنجاز ممر علوي بالجهة الشرقية لمدينة المسيلة، لكي يساهم في وضع حد لمخاطر القطار الذي يقطع المدينة، وهي الخطوط التي ستدخل حيز الخدمة خلال السنوات القليلة القادمة، أي بعد الإنتهاء من إنجازها، إلا أن العائق الوحيد حسب عدد من المهتمين الذي قد يقف عائقا وراء عدم مساهمة تلك الخطوط في إعطاء النقلة الحقيقية هو غلاء تذكرة النقل التي كانت سبب في عزوف الآلاف من مواطني الولاية على التنقل على متن الخطوط الحالية وبخاصة عبر القطار المتجه صوب الجزائر العاصمة، حيث طالبوا من مسؤولي السكك الحديدية مراجعة تلك الأسعار، وهو الإقتراح الذي يسعى مسؤولو مديرية النقل إلى تبليغه إلى ممثلي الشركة الوطنية للسكك الحديدية. من جهة أخرى، استفاد قطاع النقل بالولاية من مشروع هام والمتمثل في إنجاز مدرج لهبوط الطائرات الصغيرة بذراع الحاجة بمدينة المسيلة لاستعماله في الحرائق والبريد والرياضة، فضلا عن مشاريع لإنجاز محطات جديدة للمسافرين عبر عدد من دوائر الولاية، وتكملة أشغال مطار عين الديس وإنجاز مدرسة للطيران به.