بدأ العد التنازلي للفريق الوطني الذي سيواجه في أقل من عشرة أيام تشكيلة تانزانيا لحساب مباراة الذهاب من التصفيات التمهيدية لكأس أمم إفريقيا ,2012 حيث سيدخل الخضر في تربص يوم 27 من الشهر الجاري. والسؤال المطروح قبل هذه المواجهة ترى ما هي الخطة التكتيكية التي سيضعها المدرب الوطني في مخيلته لتفادي أية مفاجأة قد تقلل من حظوظ تحقيق الإنتصار على المنافس ؟ ويبدو سعدان الذي سبق وأن صرح أن مأمورية تشكيلته ستكون صعبة للغاية يدرك تماما أن المواجهة تأتي في ظروف غير مناسبة ولها علاقة مباشرة بقلة استعداد لاعبينا، وهنا تكمن الإجابة على هذا التساؤل، خاصة وأن كل المعطيات توحي بأن أغلب اللاعبين لا يحملون في أرجلهم سوى مباراتين رسميتين فقط مع أنديتهم، بل أن هناك من لم يشارك في أية مباراة رسمية على غرار وسط الميدان حسان يبدة الذي لم يختر وجهته القادمة ومبولحي الذي مازال النفور يطبع علاقته بناديه وكذا المدافع الرئيسي رفيق حليش الذي انتقل منذ أسبوع فقط إلى ناديه الجديد الانكليزي فولهام فضلا عن وسط الميدان جمال عبدون الذي يستعد للتعاقد مع النادي اليوناني كافالا، حيث قرر مغادرة نادي نانت الفرنسي بعدما تخلى عنه مدربه جانتيلي. كما أن سعدان لا يمكنه الإعتماد على وسط ميدان نادي فالنسيان فؤاد قدير المصاب وعنتر يحيى المعاقب، مما يوضح مدى الصعوبات التي سيواجهها المدرب الوطني لإعداد تشكيلة قادرة على تحقيق الفوز يوم 3 سبتمبر بالبليدة وإعادة البسمة لأنصارها الذين يستعدون لتقديم لها المساندة المطلقة من أجل نسيان التعثر الأخير ضد الغابون. ومن المنتظر أن لا يخرج سعدان عن القائمة التي واجه بها الغابون ولو أن أهمية المباراة ضد تانزانيا تقتضي منه إجراء بعض التعديلات الطفيفة بالإعتماد على أحسن اللاعبين الذين لهم استعداد بدني ونفسي أكثر من الآخرين على اعتبار أن هذا الجانب هو أهم شيء يفيد في الحصول على الانتصار. وحسب الملاحظين، فإن التغييرات التي سيجريها سعدان ستمس الخطوط الثلاثة انطلاقا من حراسة المرمى التي قد توكل لمحمد أمين زماموش الذي أبدى استعدادات كبيرة مع فريقه مولودية الجزائر في مرحلة التحضيرات، حيث لا يمكن للطاقم الفني الإعتماد على مبولحي الذي انخفضت معنوياته في الفترة الأخيرة بعد فقدانه لوالدته وتواجده في حالة توتر مع مسيري فريقه البلغاري سلوفيا سلافيا وبدا ذلك واضحا في مباراة الغابون لما لم يتمكن مبولحي من التصدي للمهاجمين في اللقطات التي تلقى فيها هدفين، كما قد يقرر سعدان تعيين كارل مجاني في وسط الدفاع خلفا لحليش بسبب قلة استعداد هذا الاخير، ويكون المدرب الوطني بدون شك قد أعجب بالتفاهم الذي وقع بين لاعب أجاكسيو وبوقرة في تلك المواجهة بينما قد يكشف الأنصار لأول مرة اللاعب شاقوري الذي قد يخلف عنتر يحيى في الجهة اليمنى من الدفاع. وسيكون وسط الميدان من أولى اهتمامات مدرب الخضر المطالب بإيجاد تنسيق حقيقي على مستوى هذه المنطقة خاصة وأن إثنين من بين عناصرها (يبدة وعبدون) يعانيان من قلة المنافسة وأن الوضع قد يجبر المدرب على مطالبة اللاعبين بالرجوع إلى الوراء كلما فقدوا الكرة مثلما كان الحال في تصفيات كأسي العالم وإفريقيا الأخيرتين. لكن يبقى الهجوم يثير كل اهتمامات سعدان المطالب بإعطاء الأولوية لهذا الخط من أجل إيجاد الطريق نحو شباك تانزانيا، ولا شك أن انتعاش كل من عبد المالك زياية ورفيق جبور مع ناديهما كفيل بإعادة الفعالية إلى القاطرة الأمامية. والظاهر أن سعدان يحاول وضع إلى جانب تشكيلته كل حظوظ النجاح بدليل أنه قرر عدم استقبال تانزانيا في 5 جويلية لاعتقاده أن لاعبيه لا يجدون راحة تامة في هذا الملعب الذي لا زال يشكل نحسا حقيقيا على الفريق الوطني وأنه من الأفضل الإنتقال إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الذي شكل دوما مصدر نجاحات زملاء زياني.