توقف ''مقهى رمضان'' بمكتبة ''ديدوش مراد'' بالعاصمة أول أمس عند ذكرى الراحل أحمد أمين الذي وهب حياته لخدمة التراث الشعبي الجزائري لتصبح دراساته الأكاديمية المرجع الأول خاصة فيما تعلق بالشعر الشعبي. الوقفة التكريمية لهذا الباحث الجزائري حملت شعار ''مسيرة حياة ومسار بحث في التراث، وقد شارك فيها جمع من الأساتذة منهم الدكتور عبد الحميد بورايو، شريف مريبعي، حميد بوحبيب والعربي بن عاشور وغيرهم ممن أجمعوا على أهمية التراث العلمي الذي تركه هذا الباحث للأجيال القادمة. وركزت هذه الندوة بوجه خاص على مسيرة هذا الباحث في مجال الأدب الشعبي في تخصص الشعر الملحون حيث اهتم الراحل أحمد أمين في أبحاثه بمنطقة سيدي خالد ببسكرة وبشعرها في الفترة ما بين منتصف القرن ال91 ومنتصف القرن ال02 وقام بجمع المادة العلمية ميدانيا ومن خلال مقابلات أجراها مع بعض رواد هذا الشعر وبالتالي قام بتقديم هذه المادة وتصنيفها علميا، كما حاول ربط هذا التراث الشعبي بالثقافة العربية والإسلامية خاصة مع الشعر الجاهلي وشعر الفترة الاسلامية الأولى. استطاع الراحل أن يبرز جماليات الشعر الشعبي الجزائري ليصبح المرجع الأول للباحثين والطلبة في جامعة الجزائر، إضافة إلى كونه كان ذواقا في كل قضايا الشعر ومتمكنا في تصحيح الأبيات الشعرية وإدراك بعض نقائص الوزن، كما كان مطلعا على الآداب الأجنبية مما مكنه من فتح مجال المقارنة معها ومع الأدب الشعبي الجزائري. حرص الراحل أيضا على إظهار بعض الأسماء الشعرية الجزائرية والاعتزاز بها وذكرها في كل مناسبة يحضرها. للتذكير فإن الراحل كان يدرس مادة الأدب الشعبي والآداب الأجنبية بجامعة الجزائر وقد وافته المنية شهر جويلية الفارط، للراحل عدة مؤلفات منها ''الشعر الشعبي الجزائري من 0381 الى ''0391 ، ''أعلام الشعر الشعبي في الجزائر'' ''ملحمة حيزية'' و''مختارات من الشعر الشعبي'' وغيرها. الراحل كان أيضا عضوا في ديوان حقوق التأليف والحقوق المجاورة (لجنة الشعر الشعبي)، كما أشرف على عدة رسائل دكتوراه وماجستير، وشارك في كل المهرجانات الوطنية للأدب الشعبي في بسكرة، عنابة، العاصمة، تيسمسيلت، وغيرها كما شارك في لجان تحكيم عدة مسابقات وطنية. على هامش الندوة صرح الدكتور بورايو ل''المساء'' أن أحمد أمين كان من أهم الباحثين الجزائريين قدم كنوزا لا تقدر بثمن في مجال الدراسات العلمية مما أهله في أن يتصدر هذا المجال ورغم ذلك فلقد كان متواضعا لا يبخل على طلبته والجمهور عامة وكان يحرص على أن يدفع غيره للبحث واكتشاف تراثنا الذي يشكل هويتنا الوطنية.