نظم مركز جريدة » الشعب« للدراسات الاستراتيجية أمس ندوة فكرية بعنوان »تحديات الجالية الجزائرية في أمريكا » نشطها الدكتور محمد هدير رئيس الجمعية الجزائريةالأمريكية بتكساس »جسور« والذي تحدث عن تاريخ هذه العلاقات وحاضرها، وواقع الجالية الجزائرية هناك وامكانية اقحامها في البناء الوطني، كما توقف عند حدث الانتخابات الرئاسية وأهميتها بالنسبة للجاليات الجزائرية التي تعتبرها حدثا مصيريا يستحيل مقاطعته اوالتهاون في أدائه. أشار الدكتور هدير الى أن الجالية الجزائريةبالولاياتالمتحدة جالية نخبة ونسبة الأمية، عندها تساوي صفر بالمئة، أقامت في امريكا منذ فترة ما قبل الاستقلال حيث عملت الثورة على تكوين اطارات سامية في الخارج تحضيرا لبناء الدولة الجزائرية المستقلة، وكان أكثر التخصصات حضورا عند الطلبة هو في مجال البتروكيمياء والفيزياء والجيولوجيا ومن رواد الطلبة المهجرين نجد عبد الرحمن ميقاتلي في اختصاص البتروكيمياء بتكساس وهو شخصية عالمية مشهورة في صناعة التنقيب عن البترول منذ 40 عاما. يوجد بأمريكا اليوم 115 ألف مهاجر جزائري ( من ضمن 7 ملايين مهاجر مسلم) منهم 4 آلاف جزائري مقيم بغير وثائق وهناك 28 ألف مسجل بالسفارة الجزائرية بواشنطن، كما أن هناك 100 جمعية مدنية جزائرية ناشطة. تحاول »جسور« ربط هذه النخبة فيما بينها ومع وطنها الأم مع العلم ان هذه الجالية تتسم بالوطنية العالية وبالاهتمام بكل ما يجري في الجزائر من أحداث، ولا تنتظر سوى الاهتمام بها لتتحرك باتجاه الجزائر وتقديم ما يمكن تقديمه. للإشارة فقد بادرت الجالية الجزائرية مثلا الى تنظيم أيام تحسيسية خاصة بالانتخابات الرئاسية والدعوة الى التصويت ومقاطعة »المقاطعة« حتى في صفوف الجزائريين الذين يعيشون بوطنهم من خلال ارسال الرسائل الالكترونية والهاتفية للحث على الانتخاب مستلهمين ذلك من التجربة الانتخابية الأمريكية مؤخرا التي أدت الى صعود أوباما بعد أن تجند الشعب الأمريكي للانتخاب عليه فحتى المشردين ساهموا في حملته بالتبرع ولو بدولار واحد. خلال المناقشة أجاب الدكتور هدير على عدة تساؤلات كإمكانية تطوير العلاقات الجزائريةالأمريكية سياسيا واقتصاديا وثقافيا على غرار العلاقات مع فرنسا موضحا ان الروابط مع فرنسا أمتن بحكم التقارب الجغرافي والثقافي ( اللغوي) وكثافة الجالية الجزائرية فيها بينما الجالية الموجودة بالولاياتالمتحدة قليلة نوعا ما والهجرة الى الولاياتالمتحدة صعبة وتخضع لشروط صارمة منها الزامية الدراسة لمدة 12 سنة. زائد تخصص وغيرها من الشروط. وحول تشكيل لوبي جزائري، أجاب أنه لا وجود له ولأي لوبي مسلم قوي نتيجة اعتبارات كثيرة منها بعده عن مراكز صناعة القرار بالولاياتالمتحدة. اشتكى المحاضر ايضا من الغياب الكلي للمراكز الثقافية الجزائريةبالولاياتالمتحدة والتي من شأنها التعريف بالثقافة الجزائرية وكذا غياب البعثات من الجزائر. تحدث الدكتور محمد هدير (دكتوراه في صناعة الخبر في وسائل الاعلام الأمريكية) عن حرية الاعلام في الولاياتالمتحدة وقال عنها انها شبه غائبة ومنحازة فليس من السهل انتقاد شخصيات ما اذا أقصي صحفي بمجرد انتقاده لاحدى الشخصيات من الصحافة مدى الحياة، وذكر أن 25 قصة اخبارية في أقصى الأهمية تعرضت للقص من طرف شركات كبرى لصناعة الاعلام منها خبر حول قبائل الهنود الحمر المتمردين على الحكومة التي تملصت من اتفاق ابرمته معهم ومنها فضيحة اعادة انتاج فيروس الجدري ( حرب نووية أخرى) اضافة الى التعتيم الاعلامي المكرر في كل وسائل الاعلام الأمريكية. في الأخير أكد المحاضر على ضرورة الاهتمام أكثر بهذه الجالية النخبة كي تستفيد منها الجزائر ودعا الى بعض المبادرات منها دعوة بعض الخبراء للتدريس بالجزائر والقاء المحاضرات، وجلب رجال الأعمال وفتح بنك جزائري بالولاياتالمتحدة على غرار بعض الدول العربية، وفتح قنصليات جزائرية في بعض الولاياتالأمريكية.