دعت رئيسة فيدرالية جمعيات المعوقين حركيا السيدة عتيقة معمري أمس بالجزائر العاصمة إلى ضرورة توفير جميع الظروف المناسبة لتسهيل تمدرس الأطفال الذين يعانون من إعاقة حركية. وأوضحت السيدة معمري خلال ندوة بجريدة ''المجاهد'' أن الفيدرالية تستقبل منذ سنوات عديدة ''مئات الأطفال الذين يعانون من إعاقة حركية والذين حرموا من مزاولة دراستهم أو أولئك الذين تخلوا عن مقاعد الدراسة خلال سنوات التمدرس الأولى نظرا لعدم توفر الظروف الملائمة لذلك''. وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن الأطفال الذين يعانون من إعاقة حركية ''غالبا ما يكونون عرضة للتهميش من طرف زملائهم في المدرسة كما يتعرضون لصعوبات في الكتابة ومتابعة الدروس وهو ما يجبرهم على مغادرة مقاعد الدراسة رغم أن أغلبهم يثبتون مستواهم الدراسي الجيد''. وطالبت السيدة معمري بأهمية ''إدماج الأطفال المعاقين حركيا في المدارس العادية'' وتوفير الموارد البشرية التي تعمل على مرافقة هذه الفئة من خلال كتابة الدروس للطفل المعاق ومساعدته على التنقل داخل المدرسة. وأضافت أن معظم هؤلاء الأطفال لا يتم استقبالهم في المدارس العادية ويتم توجيهم إلى مراكز المعاقين (إعاقة ذهنية أو بصرية أو سمعية) وهو ما يؤثر على المحيط العام للتمدرس نظرا لعدم قدرتهم على التأقلم مع نوع إعاقة زملائهم. وفي هذا الإطار أكدت على ضرورة التفكير في بناء مدارس خاصة بفئة المعوقين حركيا وتوفير وسائل نقل مكيفة مع احتياجاتها داعية في نفس الوقت إلى فتح حوار ''جدي وبناء'' مع الحركة الجمعوية والسلطات المحلية لايجاد حلول مناسبة من شأنها خدمة هذه الفئة في المجتمع وترقية حقوقها وتسهيل إدماجها المدرسي. وتطرقت رئيسة الفيدرالية بإسهاب إلى مختلف المشاكل التي تعاني منها هذه الفئة وذكرت منها ''رفض الأساتذة وجود طفل معاق في القسم تحججا بأن هذا الأخير يتسبب في تأخير الدروس بسبب عدم قدرته على الكتابة أو التنقل أو الحركة''. وأثارت أيضا في ذات السياق الإمكانيات البيداغوجية غير المتوفرة لهذه الفئة بالإضافة إلى الطابع العمراني للمدراس التي لا تتوفر على ممرات خاصة بالمعاقين. وبخصوص العراقيل التي تواجهها هذه الفئة على مستوى العائلة والتي تمنعها في غالب الأحيان من الالتحاق بمقاعد الدراسة ذكرت السيدة معمري بعد السكن العائلي عن المدرسة أو وقوعه في طوابق العمارات العليا بالإضافة إلى انعدام النقل المدرسي المخصص للمعاقين خاصة في المناطق النائية وكذا الإمكانيات المالية للعائلة. وخصصت الفيدرالية خلال هذه الندوة حيزا لعائلات بعض الأطفال المعاقين للتعبير عن انشغالاتهم وعن الصعوبات التي يتعرضون لها يوميا سعيا منهم لإدماج أبنائهم في أقسام عادية للدراسة.(واج)