ألقت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية التابعة لمديرية الأمن الوطني لولاية خنشلة، أول أمس القبض على القاتل المفترض للزوجين المغتربين اللذين عثر على جثتيهما في حالة متقدمة من التعفن ومرميتين داخل شقتهما بالطابق الثامن لعمارة محاذية للمركز التجاري ''نوميديا'' بحي الحطاب وسط مدينة عنابة. وكشف مصدر مطلع على حيثيات التحقيق الجنائي ل''المساء'' أن عناصر الشرطة القضائية تمكنت من محاصرة المدعو (ع. ب) 40 سنة مختبئا داخل شقته الكائنة في قلب مدينة خنشلة مسقط رأسه. وتابع المصدر نفسه أن المشتبه الرئيسي في ارتكاب المجزرة التي اهتز لها الشارع المحلي بولايتي عنابة والطارف قبل نحو عشرة أيام، هو الإرهابي التائب الملقب ب''عمار الجيا''. واستنادا إلى ذات المرجع فإن القاتل المفترض صديق مقرب للضحيتين (د.ن) وزوجها (ربيعي. ب) حيث كان كثيرا ما يتردد على شقتهما الكائنة بشارع ''لاقارن'' في إحدى ضواحي مقاطعة باريس الفرنسية. ومنذ اكتشاف جثتي الزوجين المغتربين اللذين ذبحا من الوريد إلى الوريد، شنت الفرق الأمنية بعنابة وبالتنسيق مع نظيراتها بولايات قالمة والطارف وخنشلة حملة بحث وتحر واسعة النطاق ووضعت كافة عناصرها في حالة استنفار قصوى لكشف لغز الجريمة. وكانت ''المساء'' التي نقلت خبر الجريمة في حينه قد ذكرت حسبما تسرب من مجريات التحقيق الأولي أن شهود عيان لاحظوا تحركات مشبوهة لأشخاص مجهولين على متن سيارة سياحية سوداء اللون. وكان مصدر موثوق من محيط عائلة الزوجة الضحية ببلدية البسباس قد أكد ل''المساء'' حينها أن المغدور بها زارت عائلتها أمسية العيد لتهنئتها ثم عادت إلى شقتها بعنابة، بغرض التوجه لزيارة أهل الزوج في مدينة قالمة غير أن الأقدار شاءت أن ترحل رفقة زوجها إلى الحياة الأبدية قبل الالتحاق ببناتها الثلاث وابنها الوحيد الذي عاد رفقة شقيقاته إلى فرنسا عشية العيد. واستنادا إلى المصدر المطلع على حيثيات القضية فإن أعضاء فريق التحقيق الجنائي عثروا على نحو 300 بصمة تعود للجاني الرئيسي، على منشفة ملطخة بالدم بالحمام وهي ذاتها التي وجدت على ستار غرفة استقبال الضيوف. من جهة أخرى طالب أفراد عائلة الضحيتين بضرورة كشف كل الملابسات الحقيقية التي كانت وراء مقتل الزوجين المغتربين.