اهتز الشارع المحلي بولايتي الطارف وعنابة المتجاورتين يوم الخميس الماضي، على وقع خبر اكتشاف جثتين متعفنتين لمغترب جزائري وزوجته عثر عليهما صبيحة الخميس مذبوحين بطريقة بشعة داخل شقتهما المتواجدة بالطابق الثامن لعمارة في حي مركز الأعمال ''نوميديا'' بحي الحطاب في قلب مدينة عنابة. باشرت مصالح فرقة الشرطة الجنائية التابعة للمديرية الولائية للأمن الوطني بعنابة، تحقيقات معمقة ووضعت كافة عناصرها في حالة استنفار قصوى لكشف لغز الجريمة التي راح ضحيتها المغترب الجزائري المقيم بمقاطعة باريس الفرنسية المدعو ''ر.ب'' البالغ من العمر 62 سنة وزوجته ''د.ن'' اللذين ذبحا بطريقة وحشية بواسطة ساطور حاد من الوريد إلى الوريد، وحسبما تسرب من مجريات التحقيق الأولي فإن شهود عيان لاحظوا تحركات مشبوهة لشباب مجهولين على متن سيارة سياحية تحمل ترقيم ولاية قالمة، يومي عيد الفطر الأخير، لذا تحوم الشكوك حولهم بشأن إمكانية ضلوعهم في قتل المغتربين اللذين قدما من فرنسا خصيصا لقضاء شهر رمضان في أحضان عائلتيهما بمدينة قالمة وبلدية البسباس بولاية الطارف. وكشف مصدر موثوق من محيط عائلة الزوجة الضحية ببلدية البسباس ل''المساء'' أن الضحية زارت عائلتها أمسية العيد لتهنئتها ثم عادت إلى شقتها بعنابة، بغرض التوجه لمعايدة أهل الزوج في مدينة قالمة غير أن الأقدار شاءت أن ترحل رفقة زوجها عن الحياة قبل الالتحاق ببناتها الثلاث وابنها الوحيد الذي عاد رفقة شقيقاته إلى فرنسا عشية العيد. ويروي المصدر ذاته أن شقيق الضحية ''د.ن'' ساوره الشك بتعرض أخته وزوجها إلى مكروه، حين كرر الاتصال بهما عند عائلة الزوج بقالمة التي أخبرته بأن الضحيتين لم يزوراها منذ الأسبوع الأخير لشهر رمضان الكريم، فقرر المعني بعدها التوجه مباشرة إلى الشقة الكائنة بحي الحطاب وسط مدينة عنابة أين صدمه هول الكارثة اشتم روائحا كريهة تنبعث من الشقة الواقعة في أعلى العمارة، فقرر تبليغ قوات الأمن الوطني التي سارعت إلى عين المكان حيث اقتحمت عناصر الشرطة الذين قدموا مرفوقين بضباط وأعوان من الدرك الوطني، الشقة محل الحادثة بتكسير الباب بحضور وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الابتدائية، ليتم بعدها العثور على الزوجين جثتين هامدتين مرميتين في بركة من الدماء حيث وجدت الزوجة مذبوحة الرقبة بعد تعرضها إلى طعنات على مستوى القلب داخل المطبخ المنزلي فيما عثر على زوجها مقتولا بغرفة الاستقبال. واستنادا إلى مصدر مطلع على حيثيات القضية فإن أعضاء فريق التحقيق الأمني عثروا على بصمات - يشتبه أنها تعود للجناة - على منشفة ملطخة بالدم بالحمام وهي ذاتها التي وجدت على ستار غرفة استقبال الضيوف. وقد تدخلت فرقة متخصصة من الحماية المدنية لنقل الجثتين إلى مصلحة حفظ الجثث بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بعنابة، فيما أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الابتدائية بتشريح جثتي المغتربين، بينما باشرت عناصر الأمن الوطني التحقيق المعمق لفك طلاسم واحدة من قضايا القتل المشابهة لجرائم هوليود. وفور إذاعة الخبر خيمت أجواء الحزن والحداد على الشارع المحلي لبلدية البسباس مسقط رأس الضحيتين أين كانا يقيمان رفقة أبنائهما قبيل هجرتهما إلى فرنسا، فيما طالب أهل القتيلين بتحقيق موسع لمعاقبة المجرمين الذين يتواجدون في حالة فرار وسط التحريات المكثفة التي تجريها قوات الشرطة والدرك الوطني.