توقع السيد محفوظ علي بيبا رئيس الوفد الصحراوي في المفاوضات مع المغرب أن تنتهي الجولة الرابعة المقررة شهر مارس القادم دون إحراز أية نتيجة، وأبدى في حوار خص به "المساء" ببلدة تيفاريتي المحررة على هامش الاحتفالات المخلدة لذكرى إعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية تفاؤله بخصوص الموقف الذي يتخذه مجلس الأمن في تقريره شهر افريل القادم· المساء: في البداية هل أطلعتكم الأممالمتحدة على أسباب تأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات ، وكيف تبدو هذه الجولة؟ محفوظ علي بيبا: بالطبع لقد تم زحزحة تاريخ انعقاد هذه الجولة المقررة في وقت سابق من 11و13 مارس، وتلقينا معلومات من المبعوث الشخصي للامين العام الاممي السيد بيتر فان فالسوم بان المغرب طلب تأخير اللقاء بأربعة أو خمسة أيام ، ولكن إلى حد الآن لم تصلنا أية مراسلة مكتوبة في هذا الشأن· ولكن بالنسبة للشعب الصحراوي فان هذا ليس هو الاساس، فالأساس هو أن عقد هذه الجولة مرهون بإرادة الطرفين، والى حد الساعة لم نر أية إرادة جدية في التعاطي مع الملف من الطرف الآخر )المغرب( ، ولم نلاحظ أية إرادة جدية ومسؤولة من طرف الأممالمتحدة لتطبيق الشرعية الدولية، وكل المؤشرات التي تأتي من الطرف الآخر تدل على انه ليس هناك تغيير في المواقف بل بالعكس هناك تشبث بشرط مسبق وهو أن يتم التسليم بالسيادة المغربية على الأراضي الصحراوية· ولكن جبهة البوليزاريو متمسكة برفضها لهذا الأمر وعبرت عن تصميمها وسعيها الجدي من اجل إيجاد حل للقضية الصحراوية العادلة على أساس التفاوض لتطبيق اللائحتين 1754 و1783 ودراسة مقترحين تقدما به طرفي النزاع، وكل ذلك لتحقيق هدف واحد هو تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره· - هل احتجت البوليزاريو على هذا التأخير؟ * لم نقدم أي احتجاج بخصوص الموضوع مادام أننا رأينا فيه عدم المساس بالجوهر، ولكننا ابلغنا هيئة الأممالمتحدة بضرورة إيفادنا بمراسلة رسمية بخصوص هذه المسالة تشرح فيه تفاصيل هذا التأخير· - فهمت من كلامكم حول المفاوضات أن زيارة بيتر فان فالسوم الأخيرة لم تحمل أي جديد لهذه الجولة؟ * زيارة بيتر فان فالسوم تسجل في سياق مؤشرات ومعطيات جديدة في ملف القضية الصحراوية إذ ينبغي التسجيل هنا انه منذ نهاية المؤتمر الثاني عشر لجبهة البوليزاريو ) 14 إلى 20 ديسمبر ( 2007 كانت هناك خطوات عملية اتخذت من طرف المجتمع الدولي وتوحي في شكلها بوجود اهتمام دولي بالقضية الصحراوية والشعب الصحراوي حيث صدر تقرير لمجلس الأمن وجاءت جولة بيتر فان فالسوم ثم إجراء جولة رابعة من المفاوضات وينتظر صدور تقرير عن مجلس الأمن في افريل القادم ونعتقد في جبهة البوليزاريو أن هذه مؤشرات توحي بوجود اهتمام دولي بالقضية· ولكن نحن نبقى نتساءل هل وصل المجتمع الدولي إلى النتيجة المرجوة أم لا؟ والتأكد من هذا الأمر مرهون بنتائج الجولة القادمة من المفاوضات وبالتقرير الذي سيقدم إلى مجلس الأمن والقرار الذي سيتخذه هذا الأخير بعد ذلك أواخر شهر افريل· - هل تم تحديد جدول أعمال لهذه الجولة؟ * لم يصلنا من الطرف الاممي أي شيئ بهذا الخصوص ولكن اعتقد انه لن يخرج عن إطار ما تم التطرق إليه خلال الجولات الثلاث السابقة التي جرت في جوان، أوت 2007 وجانفي 2008، فهي سمحت لكل طرف بالإدلاء بتصوّره حول كيفية تطبيق لائحة 1754 لمجلس الأمن وتطرقت إلى مواضيع عامة متعلقة بمقترحي الطرفين دون أن يتم تحديد المجالات المتعلقة بالتسيير الإداري والموارد الطبيعية والعدالة، كما تناولنا موضوع حقوق الإنسان ومسألة فتح الأراضي المحتلة للإعلاميين ،والمنظمات الحقوقية، وأثيرت قضية القمع الذي يتعرض له المواطنون، كما تناولنا إجراءات زرع الثقة بين الطرفين منها على وجه التحديد مسألة تبادل الزيارات· وأظن أن هذه المسائل ستشكل جدول أعمال الجولة القادمة، إضافة إلى طرح التصور الذي بلوره المبعوث الشخصي بيتر فان فالسوم خلال جولته إلى المنطقة مؤخرا - بحكم تجربتكم في التفاوض حيث قدتم الوفد الصحراوي في مفاوضات هيوستن ماذا تنتظرون من الجولة الرابعة ؟ * في الحقيقة لا اعتقد ذلك ولا أرى أنها ستحمل معها أي تقدم وسيكون هذا اللقاء مثل سابقيه، ولكن بعد شهر افريل والتقرير الذي سيصدر عن مجلس الأمن اعتقد انه يجب أن يحمل صيغا جديدة للحل· - هل هذه أمنية أم أن الأمر يتعلق بمعطيات ميدانية؟ * المؤشرات الميدانية توحي بان المجتمع الدولي ومجلس الأمن سيسير في هذا الاتجاه· - إذا بقي الأمر على ما هو عليه ولم يتم إحراز أي تقدم في المفاوضات ما هي الخطوات التي ستلجأون إليها؟ * اعتقد أن مسعانا الثابت والدائم لإيجاد حل سلمي من خلال التفاوض والمعبر عنه منذ 1978 يجعلنا نرى انه بعد شهر افريل القادم لا بد من وضع مقاربة أو صيغة جديدة لممارسة منهج التفاوض والحل السلمي لأنه لا يمكن أن نبقى نتبع أهواء المغرب ونستجديه وهو يملي شروطه بل يفرضها في كيفياتها وفي حيثياتها فيما يخص الأماكن والتوقيت، والمجتمع الدولي عليه بعد شهر افريل أن يعالج الأمور بكيفية مخالفة· أما بالنسبة لنا فإننا نعطي الأولوية للحل المتفاوض عليه وهذا ما سنلتزم به خلال سنة 2008. ومن المنتظر أن تقوم القيادة الصحراوية بتقييم شامل للمفاوضات باعتبار ذلك من قرارات المؤتمر الثاني عشر وتتخذ على ضوء الوضعية المترتبة من المفاوضات الإجراءات الضرورية· - الولاياتالمتحدة مقبلة على انتخابات رئاسية هل ترون في ذلك إمكانية لتغير الموقف الأمريكي الحالي؟ * الموقف الأمريكي لم ولن يطرأ عليه أي تغيير، فالولاياتالمتحدة تساند حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، غير أن هناك جهات معينة وأشخاص ، توحي مواقفهم من حين لآخر إنهم يدعمون أطروحات الطرف الآخر وأنهم اقرب إليه من الشرعية الدولية، ولكن هذه المسألة لا تجعلنا نقول أن الأمور محسومة لدى الإدارة الأمريكية· - لا زال الحديث يدور حول نشر تقرير منظمة حقوق الإنسان الأممية حول الصحراء، هل نشره سيؤثر على مسار المفاوضات؟ * للتأكيد فقط فإننا في جبهة البوليزاريو نتشبث بضرورة نشره، حيث نتساءل عن دوافع إبقائه في مكتب منظمة حقوق الإنسان الأممية، وعن الفائدة من إرسال فريق تحقيق للمنطقة لتقصي حقائق لا تنشر النتائج المتوصل إليها· أما بالنسبة للتأثير الذي تتحدثون عنه فاعتقد أن نشره سيحرج كثيرا الطرف الآخر، خاصة وأن ملف وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة كان من بين المواضيع التي أثريت خلال الجولات الثلاث السابقة· ومن هنا فنحن في جبهة البوليزاريو نطالب المجتمع الدولي ان لا يبقى يواصل في تطبيق سياسة ادارة الظهر عندما يتعلق الأمر بهذه القضية· من مبعوثنا إلى الأراضي الصحراوية المحررة ·ع/يونسي