كشفت الوزيرة المنتدبة للأسرة وقضايا المرأة، نوارة جعفر، أنه سيتم إنشاء 59 مركزا لعلاج سرطان الثدي بموجب برنامج رئيس الجمهورية المرتقب في السنوات الخمس القادمة، فضلا عن إرساء مخطط استعجالي لاقتناء أكثر من 70 تجهيزا للتشخيص والعلاج، لتكثيف جهود مكافحة مرض سرطان الثدي الذي يعد أول أسباب وفاة المرأة في الجزائر. وأضافت الوزيرة أمس خلال اليوم البرلماني الذي نظمه المجلس الشعبي الوطني بالتنسيق مع جمعية الأمل لمساعدة المصابين بالسرطان تحت شعار'' نساء متضامنات لمكافحة السرطان'' أن المخطط الرئاسي المقبل سيعمل على مواجهة جملة النقائص التي تعرقل مسعى مكافحة انتشار سرطان الثدي الذي يقتل سنويا 3500 امرأة في الجزائر، والمتمثلة في نقص الدواء وقلة عدد مراكز العلاج التي لا تتعدى الستة، حاليا وكذا قلة عدد أجهزة التشخيص المقدرة ب 13 جهازا. وتؤكد المسؤولة أن الوزارة المنتدبة للأسرة وقضايا المرأة تعمل بالتنسيق مع عدة قطاعات وزارية من أجل التكفل بانشغالات المرأة وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية الذي حث على ايجاد مخطط خاص بالمرأة منذ 8 مارس ,2009 وهو ما أسفر لأول مرة عن تسطير استراتيجية للمرأة الجزائرية تسهر على تطبيق المخطط. كما أشادت السيدة نوارة جعفر بالدور الكبير الذي تؤديه جمعية الأمل لمساعدة المصابين بالسرطان منذ نشأتها سنة 1994 في مجال التوعية والمرافقة الاجتماعية والنفسية للتضامن مع المصابات، منبهة على صعيد آخر إلى أن الجمعية لا تملك الإمكانيات اللازمة للتصدي للمرض الخطير بمفردها، لاسيما في المناطق الريفية التي تحتاج إلى تجند كافة الطاقات، حيث تبلغ نسبة أمية النساء بها 30 في المائة. كما شكرت المتحدثة المجلس الشعبي الوطني على المبادرة بالانضمام إلى مسار المجندين لمكافحة سرطان الثدي.وذكرت الوزيرة أن القاضي الأول في البلاد أعطى مؤخرا توجيهات تقضي بضرورة وضع كل الإمكانيات تحت تصرف المختصين في مكافحة سرطان الثدي الذي نسجل به 9 آلاف حالة سنويا.وفي الأخير؛ أكدت المسؤولة على ضرورة تعميم التوعية في أوساط النساء لحثهن على الالتزام بالفحص الذاتي تحقيقا لمبدإ الوقاية نصف العلاج، باعتبار أن التشخيص المبكر يمكنه أن يساهم بنسبة 50 في المائة في معالجة المريضة. ومن جهته أشاد السيد عز الدين بوطالب، نائب رئيس المجلس، في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري، بالتنسيق في العمل بين المجتمع المدني والبرلمان لمواجهة انتشار سرطان الثدي، منوها بجهود البرلمانيات اللواتي أعربن عن تضامنهن مع المريضات لرفع انشغالاتهن إلى البرلمان والمساهمة في إرساء ثقافة صحية جديدة من خلال دعم جهود الدولة في الحفاظ على الصحة العمومية نظرا لانعكاسات هذا المرض الخطير على مسعى تحقيق التنمية الشاملة. وفيما دعا المصدر إلى إجراء الفحوصات المبكرة والوقاية باجتناب أسباب ظهور المرض. دقت رئيسة جمعية الأمل السيدة حميدة كتاب ناقوس الخطر حول خطر انتشار سرطان الثدي، حيث ارتفع عدد الحالات الجديدة المسجلة سنويا من 7 آلاف إلى 9 آلاف حالة سنويا في السنوات الأخيرة، مما تطلب المزيد من التوعية للحد من عدد الوفيات، باعتبار أن العديد من الحالات يتم تشخيص المرض لديهن في حالات متطورة. وتميز اليوم البرلماني الذي يهدف إلى إدماج النساء البرلمانيات في مبادرة مكافحة انتشار سرطان الثدي بعرض شريط وثائقي حول معاناة النساء المريضات، ومداخلات حول التكفل الطبي والتقدم العلمي ودور المرأة البرلمانية في مكافحة سرطان الثدي. وينتظر أن يتوج اليوم البرلماني بالتوقيع على ميثاق الأمل الذي من شأنه أن يحدد الاستراتيجية التي ستعتمدها البرلمانيات عبر مختلف ولايات الوطن للمساهمة في التحسيس ومساندة المريضات.