شارك أزيد من 300 مشارك في سباق التضامن من أجل تحسيس النساء بأهمية التشخيص المبكر لسرطان الثدي الذي جرى صبيحة يوم الجمعة بأول ماي (الجزائر) تحت شعار "معا لمكافحة السرطان". السباق الذي حضره ثلاثة وزراء ويتعلق الأمر بكل من وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات جمال ولد عباس ووزير الشباب والرياضة هاشمي جيار والوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة و قضايا المرأة نوارة سعدية جعفر، امتد على مسافة 2 كلم حيث أعطيت شارة انطلاقته من ساحة أول ماي بالعاصمة وصولا إلى مركز بيار و ماري كوري بمستشفى مصطفى باشا. وعرفت هذه التظاهرة الرياضية التحسيسية مشاركة أعضاء الجهات المنظمة لهذا الموعد ويتعلق الأمر بكل من الجمعية الرياضة لأطباء الجزائر الكبرى و جمعية مساعدة مرضى السرطان "البدر" لولاية البليدة وجمعية نادي ألعاب القوى بوشاوي بالإضافة إلى حضور شخصيات رياضية و مواطنين من كل الأعمار والفئات (رجال وسيدات وأطفال) وهم يرتدون قمصان وقبعات بيضاء تحمل شعار مكافحة السرطان الوردي. وقد حيى وزير الشباب والرياضة هاشمي جيار الأطباء المنظمين على هذه المبادرة التحسيسية التي تكتسي حسبة "أهمية كبرى حيث تشجع الجميع على ممارسة الرياضة للحفاظ على صحتهم", مضيفا بهذه المناسبة "ينبغي على كل النساء أن يكن واعيات بضرورة التشخيص المبكر للوقاية من السرطان و تفادي التعقيدات التي يفرضها هذا المرض". الأمر نفسه ذهب اليه وزير الصحة و السكان و صلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس الذي شدد على أهمية ورمزية هذا الحدث الذي "يرمي لمكافحة السرطان ويعطي المثل في أهمية التشخيص المبكر", مؤكدا أيضا على "أهمية الرياضة في المحافظة على الصحة ". وفي السياق نفسه ، ثمنت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة و قضايا المرأة نوارة سعدية جعفر، هذه المبادرة التحسيسية للتوعية بضرورة التشخيص المبكر لسرطان الثدي الذي يصيب المرأة, مركزة اهتمامها أيضا على المرأة الريفية سيما وان هذا الحدث يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الريفية. وبخصوص هذه المبادرة, صرح رئيس الجمعية الرياضية لأطباء الجزائر الكبرى الدكتور نور الدين بن ديب "سرطان الثدي يعتبر النوع الأكثر شيوعا من السرطانات لدى النساء في الجزائر حيث يتم تسجيل 7000 حالة جديدة من السرطان منها عدد كبير يكون المرض في مراحله النهائية, لذا فإن التشخيص المبكر أمر هام وضروري لكل النساء حيث ينبغي على المرآة التي يتعدى سنها 40 عاما أن تجري فحصا بالماموغرافي كل سنتين لتشخيص هذا المرض". وعن سبب اختيار تنظيم منافسة رياضية لتمرير هذه الرسالة قال الدكتور بن ديب "الرياضة والصحة أمران متلازمان, فالأبحاث العلمية أثبتت أن ممارسة المرأة للرياضة تفيد في خفض فرص الإصابة بمرض السرطان خاصة الثدي بين السيدات إلى 40 بالمائة". من جهته صرح المدير التقني لمولودية الجزائر لألعاب القوى عمار براهمية قائلا "إنها مبادرة نبيلة ... ويجب جلب أنظار الناس لضرورة الاهتمام بموضوع التشخيص المبكر لمرض السرطان لأنها الوسيلة الأمثل للوقاية من هذا المرض ومكافحته . عمار بوراس, (مدرب البطلة الاولمبية والعالمية سابقا حسيبة بولمرقة), أبى إلا أن يشارك في هذه المنافسة برفقة ابنته الشابة من أجل المساهمة في عملية التحسيس باعتبارها عملية مهمة جدا ومفيدة, مناديا بضرورة تكثيف مثل هذه المبادرات, حيث يرى انه " لا يوجد أحسن طريقة للاتصال بمختلف شرائح المجتع من الرياضة باعتبارها القناة الأمثل لتمرير مثل هذه الرسائل التحسيسية والتوعيوية". كما أعرب العديد من الأطفال مثل ريم قروجة (9 سنوات) وأمين دربال (8 سنوات) وغيرهم عن سعادتهم بالمشاركة في هذا السباق وان كان الكثير منهم لم يكن مستوعبا لموضوع هذه المبادرة. وكانت مشاركة فريدة. د من ابرز المشاركات المؤثرة في هذا السباق باعتبارها مصابة بمرض سرطان الثدي منذ ستة أشهر. فرغم ثقل المرض إلا أنها تبدو للوهلة الأولى بصحة جيدة وهي التي خاضت مؤخرا لعملية جراحية. وقد أوعزت هذه تحسن صحتها إلى تشخيصها المبكر لسرطان الثدي, وهو ما سمح بالتكفل الجيد لحالتها وقطعها شوطا كبيرا في القضاء على هذه الداء الخبيث. وفي الأخير، توج هذا السباق الذي يندرج في إطار الاحتفال بشهر سرطان الثدي "أكتوبر الوردي" بتقديم هدايا للفائزين، إلى جانب تكريم عدد من أساتذة جامعيين في طب السرطان و جراحين في هذا المجال و مختصين في التصوير الطبي.