أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد السعيد بركات أمس أنه تم الشروع في إنجاز 17مركزا جهويا لمكافحة السرطان وفقا لما تقتضيه تعليمات رئيس الجمهورية الهادفة إلى تقريب المواطن من وسائل العلاج، في الوقت الذي ينتظر فيه ترميم المراكز الخمسة القديمة. وقال الوزير خلال يوم برلماني بعنوان "نحو مخطط وطني لمكافحة السرطان" نظمته لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني بالتنسيق مع جمعية أمل لمساعدة مرضى السرطان: "تشهد الجزائر زيادة في عدد المصابين بمرض السرطان رغم الزيادة الكبيرة في عدد الأطباء، مما يستدعي الإسراع في التشخيص، وذلك من خلال الإسراع في البناء والتكوين أيضا بإعتبار أن الجزائر تعاني من نقص ملحوظ في مجال تكوين الأطباء المختصين في مجال الجراحة. وأضاف مسؤول قطاع الصحة في سياق متصل أن الحكومة سطرت مسعى الوصول إلى معالجة المرضى في الوطن نسبيا في جوان 2010 إلى حين التوصل إلى معالجة كافة الجزائريين المصابين في نهاية جوان2012، موضحا في هذا الإطار أن التشخيص المبكر لوحده يبقى غير كاف دون تعليم المرأة طرق الفحص الشخصي، حيث تشير الأرقام إلى إحصاء مابين 30 و35 ألف تشخيص جديد للسرطان بكل أنواعه سنة 2008 منها 30 بالمائة تخص سرطان الثدي و16بالمائة تتعلق بسرطان الرئة. ومن جهته أعلن وزير العمل والتشغيل والضمان الإجتماعي السيد الطيب لوح عن افتتاح أربعة مراكز أشعة مجهزة بأحدث التجهيزات في جانفي 2010 لتتولى إجراء الفحوصات اللازمة، لاسيما ما تعلق منها بالتشخيص المبكر لسرطان الثدي. وعلى صعيد آخر تطرق وزير العمل إلى نتائج التقييم الذي أظهر تراجع مضاعفات بعض الأمراض خلال السنوات السبع الأخيرة بعد أن أصبح المؤمنون يتابعون العلاج باستمرار بفضل نظام الدفع من قبل الغير الذي يغطي حاليا 2 مليون و100ألف مريض مؤمن اجتماعيا في انتظار تعميم هذا النظام على جميع المؤمنين اجتماعيا. وأشارت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وشؤون المرأة السيدة نوارة سعدية جعفر خلال اللقاء الذي تم بمناسبة إحياء الشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي، إلى أن المخططات والاستراتيجيات المسطرة في مجال الصحة تحتل جانبا محوريا في برنامج الحكومة، غير أنه لا يجب إغفال حقيقة أن الوقاية هي الأساس، اذ ينبغي أن لا تبقى محصورة في المدن، لتصل إلى الأرياف حيث ترتفع نسبة الأمية في وسط النساء. ونوّه رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري خلال اليوم البرلماني بمسعى التفكير في رسم مخطط وطني يراعي كافة الجوانب الجسدية، النفسية، الاجتماعية والمادية للحد من انتشار مرض السرطان، وفقا لما تنص عليه توجيهات رئيس الجمهورية المندرجة في إطار برنامج التنمية 2010 - 2014. كما أشاد بالتدابير المتخذة من طرف وزير العمل الذي أقر الفحص المجاني والإجباري للمؤمنات اللواتي تجاوزن سن الأربعين. وبالمقابل وجه الأستاذ كمال بوزيد من خلال مداخلة بعنوان "حقيقة مرض السرطان في الجزائر" رسالة إلى النساء اللواتي تجاوزن الأربعين لإجراء فحص أشعة الثدي الموضعية أو "ماموغرافي" كل سنتين، منبها إلى مشكل غياب وحدات الكشف الجماهيري في الجزائر والكفاءات اللازمة لإجراء فحوصات التشخيص. ودعا بالمقابل إلى إشراك كافة المرضى والمواطنين لدى وضع المخطط الوطني لمكافحة السرطان.