بدأت زيارة الرئيس الأمريكي إلى الهند تثير ردود فعل سلبية في الجارة باكستان التي لم تهضم عدم إدراجها من طرف الرئيس باراك اوباما ضمن محطات جولته إلى منطقة جنوب شرق آسيا بسبب الحساسية المفرطة بين نيودلهي وإسلام أباد بخصوص تعامل الولاياتالمتحدة مع كل منهما. والمؤكد أن إعلان الرئيس الأمريكي عن اتفاقيات بقيمة عشرة ملايير دولار مع شركات هندية كفيلة باستحداث 50 ألف منصب شغل في الولاياتالمتحدة سيؤدي أيضا إلى إثارة مخاوف باكستان من هذه السياسة التمييزية التي تعمدتها الإدارة الأمريكية مع اكبر عدوين في شبه الجزيرة الهندية. ولم ينتظر الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف طويلا ليخرج عن صمته أمس منتقدا الرئيس اوباما ومعبرا عن خيبة أمله من عدم قيام الرئيس اوباما بزيارة إلى بلاده في وقت شكلت محطة الهند أهم محطة من جولته الآسيوية. كما انتقد مشرف الرئيس الأمريكي على عدم اتخاذه موقفا واضحا إزاء النزاع القائم بين البلدين حول مستقبل هضبة كشمير بسبب ادعاء كل دولة منهما السيادة عليها. وقال إن هذا الصمت لا يعجب الباكستانيين كثيرا وسيزدادون قناعة أن الولاياتالمتحدة والرئيس الأمريكي غير مكترثين للحساسية التي يبديها الباكستانيون إزاء هذه القضية ومصالحهم فيها. ويكون الرئيس الباكستاني الأسبق قد بنى خيبة أمله على تحاليل الكثير من المتتبعين الذين أكدوا انه ليس من صالح الرئيس اوباما أن يتوقف في إسلام أباد على اعتبار انه يريد أن يسوق للمسؤولين الهنود أن الهند اصبح قوة دولية ولم تعد قوة إقليمية فقط. وهو الاعتقاد الذي يسود الان رغم أن الرئيس اوباما أراد أن يمارس سياسة متوازنة من خلال التأكيد للمسؤولين الباكستانيين أنهم دولة محورية في الإستراتيجية الأمريكية في محاربة الإرهاب في أفغانستان ووعد أيضا بالقيام بزيارة إلى إسلام أباد العام القادم. وتكون الإدارة الأمريكية قد استشعرت مثل هذه الحساسية أسابيع قبل قيام الرئيس اوباما بزيارته عندما قدم مساعدات بقيمة ملياري دولار للسلطات الباكستانية التي وجدت نفسها في ضائقة مالية خانقة بعد الفياضانات المميتة التي اجتاحتها مؤخرا وأتت على كل الاقتصاد الباكستاني الذي يعتمد في الأساس على ما ينتجه من محاصيل زراعية جرفتها السيول الطوفانية وأدت إلى هلاك عشرات آلاف من القرويين.