ماذا سيقول ملك المغرب للرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية، وهو الذي حرض على قتل المزيد من الصحراويين الأبرياء بإعطائه الضوء الأخضر للجيش المغربي لارتكاب مجزرة جديدة في حق الصحراويين؟ هؤلاء الصحراويون الذين هاجم الجيش المغربي مخيماتهم في العيون بالرصاص، هم أنفسهم الذين كان المخزن يدعي أنهم مع الحكم الذاتي وأنهم مواطنون كاملو الحقوق. إن ما وقع أمس من قمع وتقتيل لا مثيل له يؤكد أن النظام المغربي أصيب بأعلى درجات الهيستيريا بعد أن فقد كل الأوراق، كانت آخرها ورقة الحكم الذاتي بعد أن هجر الآلاف من الصحراويين منازلهم بمدينة العيونالمحتلة إلى مخيم ''الحرية''، رافضين بذلك حياة الذل وشراء الذمم التي تمارسها السلطات المغربية، مفضلين الحياة الصعبة في الخيم على بيع القضية. يضاف إلى ذلك صدمات الفشل الدبلوماسي في المحافل الدولية التي أكدتها مؤخرا تصريحات كل من المبعوث الأممي كريستوفر روس ومساعد كاتب الدولة الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط فيلتمان، لذلك اختار المغرب موعد انطلاق المفاوضات غير الرسمية مع جبهة البوليزاريو بنيويورك، بدءا بالخطاب التحريضي للملك وهجوم قواته المسلحة على صحراويين عزل، لخلط الأوراق في محاولة واضحة ومكشوفة، وهي تأجيل المفاوضات لربح الوقت أشهر أخرى. وكل ذلك بإيعاز من فرنسا التي تسعى إلى توظيف المغرب لزرع التوتر في المنطقة، خاصة على الحدود بين الجزائر والمغرب، ليخلو لها المجال في منطقة الساحل خاصة وأن للجزائر موقفا واضحا من التدخل الأجنبي في هذا الجزء من إفريقيا.