تحصي الجزائر 2.7 مليون مصاب بالسكري، حسب آخر حصيلة أعلن عنها أمس وزير الصحة والسكان السيد جمال ولد عباس، الذي كشف بمعهد الصحة العمومية بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لداء السكري المصادف ل14 نوفمبر من كل سنة، أنه سيتم في غضون الأسابيع القليلة القادمة، تقديم مخطط شامل حول مكافحة ''الأوبئة الإجتماعية''، ومنها وباء السكري للمصادقة عليه من طرف الحكومة. وكشف ولد عباس، أن المخطط الوطني لمكافحة الأوبئة الإجتماعية سيكون مشابها للمخطط الوطني لمكافحة السرطان الذي صودق عليه مؤخرا، وأوضح أنه يتميز بكونه يجمع عدة قطاعات مثل التربية والتكوين والتعليم العالي والبيئة وغيرها، ''كون داء السكري يعتبر آفة اجتماعية لا بد من تظافر جهود عدة قطاعات للقضاء عليه''، كما قال الوزير الذي أشار كذلك إلى قرب الإعلان عن السجل الوطني لداء السكري لدى الأطفال، الذي ستكون بدايته بولاية الجزائر ثم تعمم على كامل التراب الوطني. وتظهر الأرقام التي كشف عنها المختصون خلال اليوم الإعلامي أمس، أن معدل تطور السكري في الجزائر محدد ب 9,8 % عند الأشخاص البالغين ما بين 25 و64 سنة، و3,12 % عند فئة البالغين ل35 سنة فما فوق. وإذا لم يتم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، فإن التقديرات تشير إلى أن عدد المصابين بالسكري سيتضاعف ليصل إلى 2,4 مليون مصاب بحلول .2025 وأهم أسباب الإصابة بداء السكري بحسب المختصين، هي الإعتماد على الأغذية السريعة والمشبعة بالدهون وعامل قلة الحركة، وهما العاملان اللذان يسببان من جهة أخرى البدانة التي لها صلة مباشرة بداء السكري. وأوضح الدكتور بروري أخصائي طب داخلي بالمؤسسة الاستشفائية جلالي بلخنشير بالأبيار، أن نتائج تحقيق ''تاهينا'' ل2005 أظهرت أن 2,32 % من الرجال في الجزائر يعانون من بدانة البطن، وتصل نفس النسبة إلى 3,64 لدى النساء، ما يعني أن معدل تطور البدانة لدى البالغين وصل عامة إلى 10 %، وهي نسبة اعتبرها المختص خطيرة جدا، بالنظر إلى كون مضاعفات البدانة المباشرة هي الإصابة بالسكري وبارتفاع الضغط كذلك. كما تظهر الأرقام التي كشف عنها السيد ولد عباس في مداخلته، أن 14 % من المصابين بالفشل الكلوي يعانون من السكري كذلك، وأن 8,21 من مرضى شبكية العين مصابون هم كذلك بالسكري وأن 25 % من أسباب بتر الأعضاء السفلية ومنها الأرجل سببها المباشر السكري، ما يعني أن الوقاية المبكرة من هذا الداء تعني تحاشي الإصابة بعدة أمراض مزمنة ثقيلة. علما أن السكري يأتي في المرتبة الرابعة في سببية الوفاة في الجزائر. وجاء إحياء اليوم العالمي للسكري هذه السنة تحت شعار ''لنتحكم في السكري..الآن''، هذا الداء الذي يصيب 220 مليون شخص عبر العالم، وتصل كلفة علاجه إلى مليارات الدولارات سنويا، وتلفت منظمة الصحة العالمية أنه من المرتقب أن يشهد العالم انفجارا وبائيا سببه السكري في السنوات العشرين القادمة، إن لم تعمل الحكومات بجدية لمكافحة هذا الوباء الذي وصفت خطورته بتلك المماثلة لداء السرطان بالنظر لعدد المصابين به. للتذكير فإن الجزائر في حاجة ملحة لتحقيقات وطنية متوالية، للكشف عن حالات الإصابة بهذا الداء الثقيل، ذلك أن العدد المصرح به لا يمثل سوى المرضى المؤمنين اجتماعيا، ما يعني أن المصابين بالسكري ممن لا تشملهم التغطية الإجتماعية غير محصيين، أي أن مصابا واحدا بالسكري من كل اثنين يبقى غير محصى..