يبدو أنه لا مفر هذا العيد من ندرة الخبز بالعاصمة رغم القرار الذي اتخذته وزارة التجارة بالتنسيق مع الفدرالية الوطنية للخبازين والذي يلزم الخبازين بالعمل خلال أيام العيد بضمان المداومة. وقد سجلت ''المساء'' أمس بعض البوادر والمؤشرات التي توحي بذلك حيث أقدمت بعض المخابز على غلق أبوابها في حين تقلص حجم عمل العديد منها تأهبا للغلق التام ابتداء من نهار غد وقبل عيد الأضحى المبارك بيوم. وفي هذه الظروف التي تعود في كل المناسبات والأعياد شرع المواطنون في رحلتهم اليومية عبر مختلف أحياء العاصمة بحثا عن الخبز مع أمل أن يكونوا محظوظين في إيجاد مخبرة مفتوحة وتعمل حتى ولو كلفهم ذلك ساعات طويلة من الانتظار في طوابير لا متناهية. يحدث هذا رغم الإجراءات التي بادرت بها مديرية التجارة لولاية الجزائر بالتنسيق مع الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين والتي تكلف كل من خالفها من هؤلاء التجار عقوبات صارمة وعلى رأسها السحب الفوري للسجل التجاري. وبموجب هذه التدابير التي تضمنها قرار موقع من مدير التجارة لولاية الجزائر ووالي العاصمة تم ضبط قائمة بأسماء الخبازين المعنيين بالمداومة والعمل خلال يومي العيد. ويبرر العديد من أصحاب المخابز الذين حاورناهم أمس استحالة فتح محلاتهم أيام العيد لأنه بكل بساطة سيكون العمال غائبين لأن أغلبهم يسكنون خارج العاصمة و''بإمكاني أن أفتح المخبزة طيلة أيام العيد ولكن لا يمكنني توفير مادة الخبز لأنني غير قادر على تسييرها بمفردي'' يقول محمد صاحب مخبرة بوسط الحراش الذي أكد لنا أنه محتار ولا يعرف ما الذي يجب فعله لأن عمال المخابز يقطنون جميعهم بولاية تيزي وزو وبالتالي غادروا العاصمة لقضاء العيد رفقة عائلاتهم وذويهم. أما ''عمي علي'' صاحب مخبزة بحي باش جراح فقد أكد لنا أنه لم يبلغ بقرار وزارة التجارة وأنه لا يعرف ما إذا كان معنيا بالمداومة أم لا ومع ذلك أكد أن العمل خلال العيد بالنسبة لعدد كبير من المخابز أمر صعب إن لم نقل مستحيلا لأن معظم المخبزات بالعاصمة تستخدم عمالا أغلبهم من الولايات الأخرى. ولم يفوت البعض الفرصة للعودة إلى طرح مطالب الخبازين التي طالما طالبوا بتحقيقها وعلى رأسها تخفيض أسعار بعض المواد التي تدخل في صناعة الخبز وهي المطالب التي تفاوض بشأنها الطرفان ممثلو الخبازين ووزارة التجارة إلا أنها لا تزال عالقة لحد الآن. وذهب بعض أصحاب المخبزات إلى حد القول إن السلطات تطالبهم بأداء واجباتهم وأكثر ولا تراعي حقوقهم ولا مطالبهم المشروعة. ومن جهته جدد الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين نداءه للخبازين يطالبهم فيه بضرورة الالتزام بقرار المداومة أيام العيد. وجدد عضو الاتحاد يوسف خلفات إلزامية المداومة يومي العيد مؤكدا ضبط قائمة باسم المخبزات المعنية بالمداومة تم نشر نسخ منها على مستوى البلديات والدوائر بالولاية كما وضعت نسخة منها بين أيدي مصالح الأمن وأخرى لجميع المخابز المعنية بالمداومة موضحا أنه لا يقبل أي مبرر ممن شملتهم القائمة للامتناع عن توفير مادة الخبز أيام العيد. وكشف ممثل اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين من جهة أخرى أن وزارة التجارة بالتعاون مع رؤساء مجالس البلديات قامت بإنشاء لجان تفتيش كلفت بمراقبة المخابز خلال العيد. وتحاول وزارة التجارة من خلال إجراءاتها هذه فرض العمل على الخبازين خلال يومي العيد لتفادي ندرة الخبز المعتادة في كل مناسبة والتي تدخل المستهلك في سباق بحث عن الخبز .