لقي نداء تنظيم مسيرة سلمية والإضراب الذي دعت إليه خلية الأزمة التي تم تشكليها في اليوم الثاني من اختطاف الضحية عمر سليمانة البالغ من العمر 34 سنة بأغريب بولاية تيزي زو، استجابة قوية، حيث سار الآلاف من المواطنين أمس انطلاقا من الملعب البلدي لفريحة إلى غاية مقر البلدية، يتقدمهم رؤساء بلدية فريحة، تميزار، أغريب وأعزازقة، إضافة إلى رئيس المجلس الشعبي الولائي السابق محمد اخربان. وغصت مدينة فريحة بالمواطنين الذين استجابوا لنداء عرش أث جناد برغم الجو الممطر والبرد القارس الذي ميز يوم أمس، حيث سار آلاف المواطنين من مختلف الأعمار في المسيرة الصامتة، رافعين لافتات تحمل عبارات تدعو إلى ''وقف الاختطافات'' التي أضحت كابوسا يطارد كبار التجار وأصحاب الثروة بولاية تيزي وزو، وأخرى ''لا للجريمة'' وغيرها من الشعارات التي رفعها المشاركون في المسيرة الشعبية الحاشدة. وعند بلوغ مقر البلدية، تناوب رؤساء بلديات فريحة، تميزار، أغريب وأعزازقة وكذا رئيس المجلس الشعبي الولائي السابق على إلقاء كلمة نددوا فيها بالظاهرة التي طالت الولاية في السنوات الأخيرة وزرعت الرعب والخوف في أوساط السكان. وقد تحولت مدينة فريحة طلية نهار أمس إلى مدينة ميتة بعد انضمام كل السكان إلى المسيرة، حيث أغلقت كل المحلات التجارية وحتى المؤسسات العمومية التي استجابت لنداء خلية الأزمة لشن إضراب عام دام ساعتين من الزمن، حيث عبر المواطنون الذين التقتهم ''المساء'' عن تضامنهم الشديد والقوي كلما استدعى الأمر ذلك وأنهم مستعدون لأي نشاط تضامني يعمل على زرع الطمأنينة في المنطقة، حيث أبدوا موافقتهم للمشاركة في المسيرة التي كان مقررا تنظيمها للمطالبة بإطلاق سراح الشاب المختطف عمر، الذي عاد إلى أهله سالما معافا. وأوضحوا أن هذه المسيرة هي رسالة للمختطفين للتأكيد فيها على أن عزمهم في مواجهتهم لن يقل ولن يتراجع، طالما أنهم معرضون بين لحظة وأخرى للاختطاف،، مطالبين المختطفين بالكف عن ابتزاز المواطنين وحرق قلوبهم بخطف أبنائهم، أخواتهم وآبائهم بغرض الحصول على فدية، وان ما عاشته أغريب هذه المرة لا يمكن نسيانه طالما أنها انتصرت على العصابات المختطفة باسترجاع ابنها عمر، لكنها في المقابل فقدت أعمر رب عائلة. وينتظر حسب ما أفاد به مصدر محلي من قرية امخلاف أن يجتمع خلال الأيام القليلة القادمة سكان عرش أث جناد لتحديد تاريخ تنظيم مسيرة سلمية أخرى على مستوى مدينة تيزي وزو، للتنديد بظاهرة الاختطافات.