تحت شعار ''لا للعنف، لا للجريمة، لا للاختطاف، لا للسكوت والنسيان، لا، لا...'' شهدت شوارع مدينة فريحة، صباح أمس، تنظيم مسيرة سلمية صامتة شارك فيها منتخبون محليون ونواب ومئات من المواطنين الذين نددوا خلالها بالاختطافات التي شهدتها ولاية تيزي وزو في السنوات الأخيرة، وبعجز الدولة عن ضمان أمن وسلامة المواطنين. وحسب المنظمين، فإن هذه المسيرة ستتبع بحركة احتجاجية مماثلة بعاصمة الولاية خلال الأيام المقبلة. تجدد الموعد بمدينة فريحة، يوم أمس، مع الحركات الاحتجاجبة للتنديد بالاختطافات التي تشهدها ولاية تيزي وزو. فبعد المسيرة الاحتجاجية التي شهدتها شوارع مدينة فريحة، في الصائفة الماضية، للمطالبة بإطلاق سراح شاب مختطف، فإن مسيرة نهار أمس، كانت رسالة، على حد تعبير السيد محمد إكربان العضو بمجلس الأمة عن حزب الأرسيدي، للمختطفين وللدولة في آن واحد. فهذه الأخيرة، حسبه، متّهمة بتخليها عن واجبها تجاه سكان الولاية المتمثل في ضمان لهم العيش في أمن وطمأنينة. مسيرة أمس، التي دعت إليها خلية الأزمة المشكلة ببلدية أغريب عقب اختطاف الشاب عمر سليمانة يوم 14 نوفمبر المنصرم، شارك فيها مئات من المواطنين والمنتخبين المحليين الذين تحدّوا برودة الطقس والأمطار الغزيرة ليكونوا في الموعد. وانطلقت المسيرة الصامتة للتنديد بالإرهابيين، من الملعب البلدي في وقتها المحدد؛ حيث سار المحتجون في صمت باتجاه مقر بلدية فريحة حيث أعطيت الكلمة لرؤساء بلديات عرش آث جناد وآث غبري وأفراد من عائلة سليمانة الذين حيّوا روح التضامن التي تحلى بها المواطنون في هذا الظرف الصعب، وشكروهم على تضامنهم معهم. وعلى السياج الخارجي لمقر بلدية فريحة علق منظمو المسيرة لافتة كتب عليها: ''لا للعنف، لا للجريمة، لا للاختطاف، لا للسكوت، لا للنسيان لا لا...''. من جانبهم دعا المنتخبون المحليون الذين تناوبوا تباعا لأخذ الكلمة أمام حشود من المواطنين، لضرورة وضع حد للاختطافات التي استهدفت رجال المال والمقاولين بولاية تيزي وزو. وذكروا أنها تهدف لضرب اقتصاد المنطقة وتفقيرها من خلال ضرب أصحاب الأعمال ودفعهم لهجرة الولاية. وتساءل رئيس بلدية أغريب بمعية رؤساء البلدية الآخرين عن دور الدولة في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه الولاية؛ حيث صرح ''أين هي الدولة ؟. لا نبني بلدا بالدم والاختطافات والسرقة، ليست لدينا بلاد أخرى نذهب إليها نحن نطالب بالعيش في بلادنا في أمن وسلام وبعزة...''. من جهته اعتبر السيد محمد إكربان النائب في مجلس الأمة عن حزب سعيد سعدي، هذه المسيرة بمثابة رسالة إلى المختطفين ولمسؤولي الدولة. مشيرا في هذا الصدد ''لقد تلقينا رسالتين من قبل الذين يسعون لتركيع منطقة القبائل والدولة، فبالنسبة للمختطفين إن وجود المواطنين في هذه المسيرة بقوة اليوم أفضل رد لهم، أما بالنسبة للدولة فإننا نقول إن سكوتها هو صمت متواطئ، وهروبا من مسؤوليتها المتمثلة في حماية أمن وسلامة المواطنين...''. تجدر الإشارة في الأخير إلى أن منظمي هذه المسيرة قد أشاروا إلى أنهم بصدد التحضير لتنظيم مسيرة احتجاجية بعاصمة الولاية لاحقا لرفع نفس الشعارات، قصد الحفاظ على نفس درجة التجند لدى المواطنين في مواجهة عمليات الاختطاف.