دعا الاتحاد اليهودي الفرنسي لأجل السلام إلى تنظيم أنشطة خاصة تذكر بنكبة الفلسطينيين عام 1948 بالموازاة مع احتفاء فرنسا بإسرائيل ك"ضيف شرف" في معرض الكتاب الفرنسي الذي يقام بين 13 و19 مارس· واصدر الاتحاد اليهودي الفرنسي لأجل السلام بيانا أوضح فيه أنّّ حضوره في المعرض ليس "مشاركة" بل "مقاومة" لما اسماه "العملية التزويرية التي تكرّم دولة تقوم تحت ستائر الديمقراطية بالتفريق بين مواطنيها غير اليهود وتتجاهل باعتبارها قوة محتلة كل التزام اتخذته كما تمارس العقوبات الجماعية بحق شعب كامل"، وتساءل البيان "كيف يمكن الاحتفاء بستين عاما على نشوء إسرائيل ونسيان أنّ هذا التاريخ يتوافق ونكبة الفلسطينيين وهل نحقق العدالة لذاكرة البعض إذا حذفنا ذاكرة البعض الآخر"؟ وأكّد البيان أنّ الاتحاد اليهودي والمجلة التي يصدرها "من الجانب الآخر" إضافة لمطبوعات دار النشر "لافابريك" ستكون حاضرة في معرض الكتاب "لتذكّر بالواقع وبمعنى النكبة عبر أصوات لم تكف عن القول داخل إسرائيل أنّ السلام لا يمكن إحلاله بالإلغاء والكذب فيما يخص الماضي وهي أصوات تدعو للاعتراف بالآخر"· وسيقيم الاتحاد مجموعة من الندوات واللقاءات والتوقيعات بين 15 و19 مارس داخل المعرض وخارجه وبين الشخصيات المدعوة للمشاركة في هذه الأنشطة الموازية الكتاب والصحفيون آلان باديو وآلان دييكوف واريك هازان والمؤرخ ايلان بابي· ويعرف الاتحاد اليهودي عن نفسه بانه جمعية تبحث عن "سلام عادل في الشرق الأوسط يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ، ويعمل على تفكيك المستعمرات وإزالة الجدار وإطلاق الأسرى وإقامة دولة للفلسطينيين مع ضمان حق العودة لهم إضافة لإعادة النظر بحق عودة اليهودي إلى إسرائيل مهما كان أصله" كما يقول رئيسه الفخري ريشار فاغمان· وحول المعرض والنشاطات التي ينظمها ، صرح فاغمان بأنه "لم يكن من قبيل الصدفة أن يقوم رئيس بلدية باريس برتران ديلانوي بدعوة إسرائيل إلى المعرض بمناسبة مرور ستين عاما على تأسيسها من دون أن يذكر مرور 60 سنة على نكبة الفلسطينيين"، وقال "حضورنا في المعرض سيكون لإحضار المسألة الفلسطينية المغيّبة وللفت النظر إلى استمرار الاحتلال والى ما يحصل اليوم في غزة وما حصل أمس في لبنان، نحن هنا لنواجه هذه السياسة وندخل الجهة الأخرى في المعادلة"· وكان اتحاد يهود فرنسا من اجل السلام تأسس عام 1994 بعد اتفاقات أوسلو لخلق دينامكية نحو السلام وخلق تيار بديل لدى اليهود يقوم على احترام حقوق الفلسطينيين وحقهم في بناء دولة مستقلة، وإضافة إلى مقاطعة الدول العربية دعت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الايسيسكو" كافة الدول الإسلامية إلى مقاطعة المعرض· غير أنّ الكتاب الفرنسيين ورغم الضجة الكبيرة التي أثارتها الاستضافة الشرفية لإسرائيل في المعرض، لفتوا في صمتهم وفي عدم اتخاذ أي منهم موقفا علنيا من الموضوع لتبدو الصورة مختلفة تماما عن تلك الضجة التي أحدثتها بين الكتاب في ايطاليا الدعوات التي انطلقت لمقاطعة معرض كتاب تورينو، وكان منظمو معرض تورينو الذي يقام في ماي المقبل قرّروا الاحتفاء هم أيضا بمرور ستين عاما على تأسيس دولة إسرائيل·