عرف اليوم الإحتجاجي الذي دعا إليه الإتحاد الوطني للناقلين الجزائريين استجابة واسعة من طرف الناقلين الخواص، الذين شلّوا نهار أمس حركة تنقل المسافرين المتوجهين نحو كل الخطوط البرية عبر الوطن، على الرغم من محاولات شركة استغلال المحطة البرية لنقل المسافرين ''سوقرال'' لكسر الإحتجاج والإضراب بتوفير حافلات خاصة نحو بعض الولايات المجاورة، فيما هدد إتحاد الناقلين الخواص بتصعيد الوضع في حال تعرض الناقلين أو الباعة إلى ضغوطات أو مساومات عقب استجابتهم لليوم الإحتجاجي. وقد قدر السيد بن كحلة محمد نائب الأمين العام للإتحاد الوطني للناقلين الخواص نسبة الإستجابة ب95 بالمائة، وتفاوتت هذه النسبة بين مختلف الولايات إذا بلغت نسبة الإستجابة ب15 ولاية مائة بالمائة، وجاءت هذه الإستجابة الواسعة بعد أن فشلت كل محاولات الاتصال مع شركة استغلال المحطة البرية لنقل المسافرين (سورال)، والتوصل إلى حلول للمشاكل والمطالب التي رفعها الناقلون الخواص وكذا التجار المستغلون لمحلات المحطة. وأكد السيد بن كحلة، أن العمل سيستأنف اليوم بشكل عادي بعد أن تم ''تمرير الرسالة'' إلى الجهات الرسمية وإدارة شركة (سوقرال)، على إثر الحركة الإحتجاجية السلمية التي دعت إليها نقابة الناقلين والتجار، تعبيرا عن استيائهم للزيادات غير المبررة التي طبقتها إدارة الشركة والتعاملات التي يواجهونها، وكذا ظروف العمل والخدمات التي يقول بشأنها أنها غير ملائمة، ولا تعكس نسبة الضرائب والإيتاوات التي يدفعونها. وقد بدت المحطة البرية لنقل المسافرين الخروبة أمس شبه خالية، على الرغم من ضمان شركة سوقرال النقل نحو عدد من الولايات المجاورة، بعد أن جندت نحو 200 حافلة خاصة حسب مساعد المدير السيد عاشور زايدي، الذي أكد ل''المساء'' أن نسبة الإستجابة لنداء الإضراب ضعيفة، وأن حركة المسافرين بالمحطة عادية ولم تتعرض إلى أي اضطراب، ونفس الشيء بالنسبة للحركة التجارية التي حاولت الشركة كسرها بتوفير عربات لبيع المأكولات والمشروبات، الشيء الذي لم يحظ بإقبال من المسافرين. ومن جملة المطالب التي رفعها الاتحاد الوطني للناقلين، استرجاع ما يقارب الستة ملايير سنتيم التي أخذتها منهم إدارة الشركة - سورال - في شكل ضرائب وصوفها ب''غير المشروعة''، وذلك منذ سنة 2004 إلى جانب رفضهم التسعيرات الجديدة للكراء التي تنوي سورال تطبيقها ابتداء من ,2014 والتي مست أيضا تجار محطة الخروبة، الذين أبدو قلقهم من الزيادات غير المبررة، والتسعيرة الجديدة للكراء والتي تقدر بألفي دينار للمتر المربع الواحد، بعد أن كانت لا تتجاوز 600 دينار للمتر المربع. ونفى أعضاء الإتحاد الوطني للناقلين وكذا التجار توصلهم إلى أية نتائج على إثر الإجتماع الإستعجالي الذي دعت إليه إدارة (سوقرال) أول أمس، والذي دام حسب مسؤولي الشركة أزيد من أربع ساعات كاملة، وتوصل من خلاله المجتمعون حسب مساعد مدير شركة سوقرال السيد عاشور زايدي، إلى تجميد الإضراب والدخول في مفاوضات لإيجاد حل للمشاكل والمطالب المرفوعة، والمتمثلة في إعادة النظر في الزيادات المطبقة على الناقلين والتكلفة الباهظة لاستغلال الأرصفة بمحطة الخروبة.