اختتمت بقصر الأمم نادي الصنوبر أمس أشغال الملتقى الدولي العربي الأول لنصرة الأسرى الفلسطينيين بالتأكيد على ضرورة التجنيد الدولي لاحترام المواثيق الأممية ذات الصلة بالأسرى في سجون الاحتلال. وأجمع المشاركون على أهمية تنسيق جهود كل القوى الحية في العالم لتحسيس الرأي الغربي بالدرجة الأولى حول هذه القضية الإنسانية، كون كافة الأسرى من الدول العربية والمسلمين، وشددوا على ضرورة أن تأخذ عملية إبراز هذا الملف أبعادا كبيرة من خلال توظيف جميع الوسائل المتاحة، منها استغلال بعض الأوراق التي هي الآن في يد الأطراف الإسلامية والعربية والفلسطينية بالدرجة الأولى مثل حكم المحكمة الدولية بلاهاي بشأن جدار الميز العنصري وتقرير غولدستون حول الاعتداء على غزة وملف بيع أعضاء المواطنين والأطفال الفلسطينيين. وأكد المتدخلون كذلك على أهمية الجانب الإعلامي لما له من دور في إبراز قضايا العالم العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأسرى على وجه التحديد واقترح أكثر من متدخل إنشاء هيئة إعلامية عالمية لنصرة الأسرى. وأوضحوا أن هذه الهيئة من شأنها تنفيذ استراتيجية اتصالية حول الأسرى الفلسطينيين وتوحيد نشاطات كل المؤمنين والمقتنعين بضرورة مناصرة القضية الفلسطينية. وأكد الاستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام أحمد عظيمي في محاضرة ألقاها بعنوان ''عناصر لاستراتيجية اتصال لدعم الأسرى الفلسطينيين'' أن هذه الهيئة هي ''فضاء افتراضي لا تحده حدود جغرافية ولا لغوية ولا دينية ولا عرقية ولا سياسية''. وأضاف أن هذه الهيئة ستكون بمثابة بنك للمعلومات حول ما يتعلق بالأسرى وقاعدة للإعلام والاتصال تبلغ من خلالها الأخبار والمعلومات لمختلف وسائل الإعلام في العالم ويمارس من خلالها الاتصال مع كل المعنيين والمناضلين والمتعاطفين مع قضية الأسرى الفلسطينيين. واقترح المتحدث أن يقام مقر لهذه الهيئة بإحدى الدول العربية التي ليست لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أو دولة غربية كما يجب أن تتلقى التمويل المالي من تبرعات المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ومن المنتوجات الفكرية للهيئة. واعتبر الأستاذ عظيمي أن ''دفع الرأي العام الغربي للاهتمام بقضية الأسرى الفلسطينيين وإحداث التغيير في مواقفه تجاه القضية الفلسطينية بصفة عامة وجعله يضغط على حكوماته ليس بالأمر المستحيل''. من جانبه أوضح عبد العالي رزاقي الأستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام في مداخلة بعنوان ''الإعلام والفعاليات المساندة للأسرى'' أن استخدام الأرقام في إبراز حجم مأساة الأسرى الفلسطينيين كفيل بكشف ما يعانيه الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الصهيوني. وأضاف الأستاذ رزاقي أن اعتقال ما لا يقل عن 8 آلاف طفل منذ بداية انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 منهم 300 طفل ما يزالون في السجون يمكن أن يكون ''ورقة رابحة في أيدي منظمات حقوق الإنسان''. من جانبه طالب الدكتور محمد الشريف الجيوسي من الأردن في مداخلة تحت عنوان ''الأسرى والمفقودين في السجون الصهيونية في الإعلام العربي'' بتشكيل لجنة إعلامية عربية من تمويل الدول البترولية تعنى بالأسرى العرب في السجون الإسرائيلية وتقدم الدعم المادي والمعنوي لعائلاتهم باعتبارهم واجهة القضية الفلسطينية. كما دعا وسائل الإعلام العربية المكتوبة والسمعية والمرئية والإلكترونية إلى تخصيص حيز للأسرى حتى تعرف بمأساتهم اليومية في الزنزانات الإسرائيلية وتخلق تعاطفا مع القضية الفلسطينية. وتطرق الكاتب الصحفي في صحيفة الدستور الأردنية السيد نواف الزرو إلى أساليب تعذيب الأسرى والتي بلغت حسبه 150 أسلوبا للتعذيب طبقت معظمها على الأطفال الأسرى الفلسطينيين ومن بينها التعذيب النفسي والعزل العقابي والصدمات الكهربائية. وأضاف أن نادي الأسير تمكن في منتصف السنة الماضية من رصد ما يزيد عن 1600 حالة مرضية في سجون الاحتلال يعاني أصحابها من أمراض في القلب والسكري وبتر لأحد الأعضاء. وفي محاضرته بعنوان ''مبعدو وأسرى القدس: الواقع والدور المطلوب من الإعلام'' أوضح الصحفي المتخصص في شؤون القدس راسم أحمد عبد الواحد أن دور الإعلام في إثارة هذا الملف يبقى محتشما سواء بالنسبة للإعلام المحلي أو العربي وذلك بسبب غياب الصحافيين المؤهلين بمتابعة هذه القضية. وعلى صعيد آخر عرف اليوم الثاني والأخير من الملتقى تقديم عدة محاضرات تناولت عمليات تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتمت إقامة معرض يصور جميع مراحل الأسر وطرق التعذيب والتنكيل التي يمارسها الاحتلال. إضافة إلى مختلف مراحل نضال هؤلاء الأسرى في السجون من خلال سلسلة الإضرابات التي تم شنها.