لم تصنع سنة 2010 الاستثناء ولم تكن مختلفة عن السنوات الماضية في مجال حقوق الإنسان التي أحيت شعوب العالم يومها العالمي مؤخرا في الوقت الذي لا تزال فيه شعوب تئن تحت وطأة الاستعمار وأخرى تموت ببطء جراء سياسات العنصرية والاضطهاد والمحاصرة والعمل بمعيار الكيل بالمكيالين. وما يعيشه المليون ونصف المليون مواطن فلسطيني أعزل في قطاع غزة منذ سنوات لا دلالة له غير أن العالم اليوم لا ديمقراطية فيه ولا إنسانية رغم تغني القوى الكبرى بالدفاع عن هذه الحقوق. والحقيقة هي أن مبادئ الديمقراطية وشعارات الإنسانية هذه لا تشهر إلا حيث مصالح الدول العظمى وحلفاؤها وعلى رأسهم إسرائيل التي لا يجوز في عرف هذه الدول الإساءة إليها أو إدانة جرائمها. والغريب في الأمر أن ما يحدث للفلسطينيين اليوم بقطاع غزة والذي لم يتردد في وصفه العديد من الحقوقيين والمناهضين للظلم ومحبي السلام والمساواة في العالم بأكبر معتقل في الهواء الطلق، فإن العالم لا يتحرك كما تحرك عندما يتعلق الأمر بمناطق أخرى حيث تكون المصالح سيدة الموقف كما هو الحال بالنسبة للعراق وأفغانستان وغيرها. ويأتي الموقف الأمريكي الأخير بخصوص مفاوضات السلام التي لم تعد واشنطن ترى في تجميد المستوطنات شرطا لاستئنافهاا بين إسرائيل والفلسطينيين، ليؤكد مرة أخرى أن راعية السلام عاجزة عن تجسيد أي خطوة تكون فيها إسرائيل مطالبة بالتنازل عن أي جزء من مخططاتها الرامية إلى التوسع على حساب الفلسطينيين وتهويد كل ما هو عربي بأرض فلسطين. وأمام كل هذا يبقى العرب ماضين في شتاتهم واختلافاتهم وفي تنازلاتهم والأخطر من كل هذا بقاء أبناء القضية أنفسهم منقسمين مما لا يخدم القضية الفلسطينية ويضعف الموقف التفاوضي.