ارتبط اسمها في ذاكرة الشعب الجزائري ب"صوت الجزائر عربي لغة الجزائر عربية علم الجزائر عربي"، لكن ربما الكثير يجهل مسارها النضالي وهي من أقدم البرلمانيات المصريات حيث أمضت أكثر من 30 سنة تحت قبة مجلس الشعب المصري، إنها المناضلة والفنانة فايدة كامل· تتحدث بحنين عن الشعب الجزائري وإعجاب أكبر بنضالاته إبان الثورة التحريرية كما تؤكد اعتزازها بوسام الجزائر الذي وشحت به اعترافا بإسهامها بصوتها في مناصرة الثورة الجزائرية بأغانيها التي أذاعها صوت العرب من القاهرة إجلالا وتعظيما لثورة المليون ونصف المليون شهيد· تقول في حديث ل(وأج)، أن علاقتها بالجزائر علاقة مفعمة بالحب والتقدير والإعجاب تربطني بالجزائر "رابطة روحية قوية مستمدة من نضال الشعب الجزائري الذي ضرب أروع الأمثلة في تاريخ الأمة العربية، هذا الشعب الذي استطاع أن يحرر أرضه وعرضه لأن الأرض هي العرض"· تقول أنها تنتمي لجيل كان يُقدس الثورة التحريرية ويجعل منها "مثله الأعلى في شحذ الهمم"، مضيفة أنها كانت تتابع أخبارها باستمرار من خلال وسائل الإعلام غنت لثورة المليون ونصف المليون شهيد ست أغاني وطنية من بينها "شعب الجزائر عربي" و"قسما بالدم لن ننسى الجزائر ولا لن نتركها نهبا لغادر" كانت تذاع باستمرار من إذاعة "صوت العرب"، معربة عن افتخارها بمساهمتها المتواضعة في مؤازرة هذه الثورة التي تعد "وساما لكل حر في العالم" والتي أهدتها بدورها "وسام الجزائر" الذي تحتفظ به باعتزاز عربون محبة ووفاء· زارت الجزائر ثلاث مرات إبان الثورة التحريرية وفي عهد الاستقلال وتؤكد أن أضعف ما كان يمكنني الإسهام به في نصرة القضية العادلة للشعب الجزائر هو "تسخير" صوتي لشحن التجربة البرلمانية لشرفاء الجزائر في مواجهة المستعمر الغاشم· وفيما يخص القوة الضاربة للسيدة فايدة كامل خريجة كلية الحقوق بجامعة القاهرة منذ دخولها مجلس الشعب المصري سنة1971 في وقت لم تكن نسبة تواجد المرأة به تتعدى 2 بالمائة تقول أنها حرصت دائما على أن تكون في مستوى الثقة التي وضعها فيها مواطنو دائرتها "قلعة صلاح الدين الأيوبي" بمحافظة القاهرة، وأضافت أنها سعت جاهدة للبقاء قريبة من دائرتها والتكفل بكل الانشغالات والمشاكل التي يعاني منها سكان دائرتها الانتخابية وفي مقدمتها المشاكل ذات الصلة بالصحة والسكن والثقافة· وذكرت أنها نجحت في تسجيل وإنجاز مجمعات سكنية ومدرسية وتغيير شبكات الصرف والمياه وإنشاء مرافق صحية لسكان دائرتها· وعلى صعيد المنظومة القانونية تقول السيدة فايدة كامل التي كانت ترأس لجنة الإعلام والثقافة والسياحة أنها ساهمت في معظم القوانين التي سنها المجلس وبصفة خاصة "قانون المناجم والمحاجر وقانون الأسرة والطفل وقانون النقابات الفنية والحفاظ على التراث"، مضيفة أنها شاركت أيضا في تقديم جملة من مشاريع القوانين التي كان لها الأثر الإيجابي على وضعية المرأة ولاسيما تلك المتعلقة بالتوظيف والشغل نظراً لكون بعض الوظائف كانت مقتصرة على الرجال فقط مما كان يُعد إجحافا في حق المرأة· وكانت مشاركتها في الاجتماع الأول للجنة شؤون المرأة المنبثقة عن الاتحاد البرلماني العربي التي عقدت بالجزائر سنة 2000 من بين آخر النشاطات البرلمانية للسيدة فايدة كامل· وردا عن سؤال حول ما يمثله لها تاريخ 8 مارس تقول السيدة كامل، أنه يشكل محطة من محطات التقييم لمسيرات نضال المرأة التي قامت في كل بلد والذي اكتسى حينا طابعا نضاليا تحريريا" كما هو الشأن بالنسبة للمرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية· ليتخذ أحيانا أخرى "طابعا سياسيا، اجتماعيا وتنمويا" من أجل تحقيق مساواة سياسية واجتماعية وتحقيق تكافؤ الفرص في المجتمع· وعن حياتها الفنية وأغنياتها الوطنية التي أشادت بالكفاح والانتصار وشحذت الهمم تقول السيدة كامل، بأن الله وهبها صوتا أبت إلاّ أن تسخره خدمة لقضايا الأمة العربية وفي مقدمتها قضاياها التحررية· وتضيف الفنانة الملقبة ب"مطربة الثورة"، أن عائلتها اكتشفت موهبتها الصوتية ولم يكن سنها يتعدى السادسة من العمر وشجعتها على دراسة الموسيقى موازاة مع تعليمها العام، حيث درست "بقسم الدراسات الحرة بمعهد الموسيقى العربية والمعهد العالي للموسيقى العربية إلى جانب مجموعة الفنانين تذكر من بينهم عبد الحليم حافظ"، وأحيت حفلات غنائية بالإذاعة المصرية ولعل أشهر أغنية وطنية عرفت بها الفنانة فايدة كامل هي أغنية "دع سمائي فسمائي محرقة" أدتها عندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي· واعتزلت السيدة فايدة كامل الغناء بعد دخولها البرلمان نظرا لكون عملها السياسي كان يأخذ معظم وقتها"· وبالنسبة لنجاحها في التوفيق بين نضالها السياسي ومسارها الفني تقول السيدة فايدة كامل أن الفضل يرجع بالدرجة الأولى لعائتها التي وفرت لها المناخ المناسب لتحقيق طموحاتها· وتأبي السيدة فايدة كامل في الختام إلاّ أن توجه للمرأة الجزائرية بمناسبة احتفالها ب 8 مارس تحية إجلال وعرفانا "بأروع الأمثلة التي ضربتها في معركتي التحرير والبناء"، مضيفة أن شعبا آثر التضحية والشهادة في سبيل تحرير وطنه من براثن الإستعمار لا يمكن إلاّ الإنحناء أمامه بكل إجلال وخشوع"·