وآخر الخرجات في ''تخلاط قضية جميلة بوحيرد'' ما نسب للمجاهدة الجزائرية الشهيرة قولها: ''أنا مصرية قبل أن أكون جزائرية!''• وقال موقع ''الهدهد'' إن بوحيرد ''فتحت قلبها'' لمراسلة الموقع في الجزائر، المدعوة صوفية الهمامي، وهي كما يبدو من اسمها تونسية، لإجراء ''أطول حوار صحفي!'' معها، كما جاء في الموقع! وكتبت الهمامي تقول في مقدمة حوارها: ''منذ أن نشرت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد رسائلها التي طلبت من خلالها مساعدتها على العلاج، والشارع العربي يعيش حالة من الدهشة والاستغراب والصدمة والتفاعل''• ومضت تقول ''ولأنني أرتبط بعلاقة خاصة جدّا مع السيدة الجليلة جميلة بوحيرد، وذلك منذ سبع سنوات، تشرفت بأن أكون ابنتها المدللة وأناديها ماما وأقترب من جميع أفراد عائلة بوحيرد، فقد تلقيت وابلا من الاتصالات الهاتفية منذ أن نشرت رسالتيها إلى الشعب الجزائري وإلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة''، لتضيف الهمامي ''لكن المفاجأة الكبرى كانت في حجم الاتصالات التي وصلتني من جمهورية مصر العربية، ورغبة بعض الأيادي الكريمة تقديم المساعدة، في الوقت الذي يعيش البلدان الشقيقان، الجزائر ومصر، أزمة أخوة مشروخة وحربا كلامية شرسة بسبب كرة القدم''• ومضت الهمامي في وصفها ''البطولي'' لنفسها ''لكن هذا لم يمنع اتصالي ببوحيرد وإبلاغها برغبة بعض الأسماء الصادقة في مد حبال الود معها ومساعدتها، لكني وجدتها عاتبة جدا، وعتبها كبير، بحجم حبها لمصر، وبحجم مصر والجزائر معا، ودورهما في النضال العربي•• فهي تعتبر نفسها مصرية قبل أن تكون جزائرية!''• ونقلت الهمامي عن جميلة بوحيرد قولها ''إنني أقدر تعاطف البعض وأشكرهم، نعم أعلم أن بمصر شرفاء صادقين ''عروبيين'' لكني غاضبة جدّا، وأكثر شيء حزّ في نفسي هو انحراف بعض الإعلاميين تحت ضغط اللحظة الانفعالية ونعتهم للمليون ونصف شهيد بنعوت لا تتساوى مع صوت ومواقف مصر التي عرفناها•• كما أن أملنا في مصر، أم الدنيا، كان دوما كبيرا، وكان بودي أن تلتقط خيط المشكلة وتلملمها لأنها عودتنا دائما بهكذا حكمة• كذلك أنا غير مصدقة لما حصل بين الشعبين الشقيقين من تراشق بالحجارة والكلام•• !''• وهنا نتساءل ما إذا كانت فعلا السيدة بوحيرد صرحت بهذا الكلام، أم أن هناك ''دسا للسم في العسل'' ومحاولة تلميع آخر ل''مصر الكبيرة الحكيمة''، التي عرتها وفضحتها حملتها الإعلامية، التي لم يكن وراءها ''انحراف بعض الإعلاميين في لحظة انفعال''، كما جاء في الكلام المنسوب لجميلة بوحيرد، إنما كانت حملة رسمية مخططة وتحريضية قادها آل مبارك، وليس أكثر جلاء من ذلك تدخلات ''المواطنين علاء وجمال مبارك'' الطافحة حقدا وشتما في حق الجزائر وشعبها• كما أن الحديث عن ''تراشق الشعبين الشقيقين بالحجارة ''ليس صحيحا ولا دقيقا، فالبادئ بالتراشق هو أظلم، فالمنتخب الجزائري الضيف هو الذي تعرضت حافلته لرشق همجي بالحجارة في القاهرة، كما تعرض أنصاره في القاهرة إلى شتى أنواع الترهيب، رغم التزام السلطات العمومية بتأمين تواجدهم!• ويتواصل ''دس السم في العسل'' ويبلغ ذروته عندما تنهي الهمامي مقدمة حوارها (؟) مع بوحيرد بتساؤلات تضليلية وغير بريئة: ترى هل سيوحد مرض جميلة بين الشعبين الجزائري والمصري ويعودا إلى الزمن العربي الذهبي؟؟، وهل سيقبل الجزائريون بمساندة المصريين المعنوية لأم الجزائر وصوت العروبة في مصر، جميلة بوحيرد؟ الكلمة الأخيرة عند المناضلة وأم الجميع العظيمة السيدة جميلة•••فماذا عن كلمة 35 مليون جزائري•• وماذا عن المليون ونصف مليون شهيد جزائري؟