قرر قادة مجموعة غرب إفريقيا أمس إعادة وفد المجموعة الرئاسي مرة ثانية إلى العاصمة الايفوارية أبيدجان الأسبوع القادم لمواصلة مساعيه الرامية إلى إقناع لوران غباغبو بالتنحي الطوعي من رئاسة هذا البلد لصالح منافسه في انتخابات نهاية نوفمبر الماضي الحسن وتارا.وذكرت رئاسة جزر الرأس الأخضر التي يشارك رئيسها في الوفد الرئاسي إلى العاصمة الايفوارية، أن الوفد سيعود الأسبوع القادم إلى أبيدجان من اجل مواصلة مساعيه الحميدة لإنهاء حالة الانسداد في هذا البلد. ويضم الوفد الإفريقي إلى كوت ديفوار رؤساء دول بنين بوني يايي وسيراليون ارينست كوروما ورئيس جزر الرأس الأخضر بيدرو بيرس الذين اختارتهم قمة مجموعة غرب إفريقيا الأسبوع الماضي للقيام بهذه المهمة في محاولة للضغط على لوران غباغبو وإقناعه بتقديم استقالته. ويؤكد قرار المجموعة بتكرار المحاولة ثانية أن الوفد الرئاسي فشل في مساعيه وأن اللغة المتشددة التي استعملها قادة المجموعة وتهديدهم باستخدام القوة ضد غباغبو لم تثنه عن موقفه الرافض لكل فكرة للانسحاب من منصب الرئاسة الايفوارية. والتقى الوفد الرئاسي مع الرئيسين المعلنين لوران غباغبو وخصمه الحسن وتارا على انفراد لعدة ساعات دون أن يتوصلوا إلى أرضية توافقية لإنهاء هذه المعضلة التي ما انفكت تزداد تعقيدا وتبعد من إمكانية التوصل إلى حل سياسي لها. كما التقى الوفد أيضا برئيس بعثة حفظ السلام الأممية في ساحل العاج شوا يونغ جين لمعرفة حقيقة الموقف العسكري واحتمالات انزلاق الوضع باتجاه نشوب حرب أهلية بين فرقاء الأزمة السياسية في هذا البلد. وحسب بيان أصدره الرؤساء الثلاثة، فإن الرئيسين غباغبو ووتارا طالبا بمهلة إضافية للتفكير من اجل إيجاد حل فعال للخروج من الأزمة الراهنة''. يذكر أن قمة رؤساء مجموعة غرب إفريقيا انحازت لصالح الحسن وتار، معترفة بفوزه بالانتخابات الرئاسية وطالبت في المقابل من غباغبو بالتنحي الفوري وذهبت إلى حد التهديد بالقيام بتدخل عسكري لإرغامه على مغادرة السلطة في البلاد. ويؤكد قرار وفد الوساطة الرئاسي أنه فشل في مهمته وأن الرئيس غباغبو الذي سلموه رسالة باسم قادة دول المجموعة التي تنتمي إليها دولة كوت ديفوار في مهمته وتأكد أن هذا الأخير تمسك بموقفه الرافض لفكر ة التنحي بقناعة انه الفائز بالانتخابات. وكان غباغبو هدد قبل يومين من مخاطر القيام بأي تدخل عسكري ضد نظامه وقال إن ذلك سيؤدي إلى نشوب حرب أهلية شاملة في البلاد ستتوسع رقعتها لتشمل دول المنطقة الأخرى في نفس الوقت الذي اتهم فيه الولاياتالمتحدةوفرنسا الدولة الاستعمارية السابقة بالتآمر عليه. ويبدو أن فرنسا لا تريد تخفيف ضغطها على غباغبو إلى غاية إرغامه على الانسحاب، فبعد أن فرضت عليه ومقربين منه عقوبات مالية ودبلوماسية، أكدت باريس أمس باسم الاتحاد الأوروبي أن دول الاتحاد لا تعترف سوى بالسفراء الذين يعينهم الحسن وتارا لتمثيل كوت ديفوار في عواصمه، وهي خطوة أولى لفرض عزلة دبلوماسية دولية على نظامه لخنقه سياسيا والدفع به دفعا نحو باب الانسحاب. وجاء هذا القرار في نفس الوقت الذي بدأ فيه أنصار الحسن وتارا في عمليات اقتحام لمقرات سفارات بلدهم في مختلف العواصم في محاولة لتشديد القبضة على غباغبو. وبنظر العديد من المتتبعين، فإن نتائج هذه الخطوة قد تأخذ وقتا طويلا لتأتي بنتائجها المرجوة وقد تعزز موقع لوران غباغبو الذي لا يريد التنحي بقناعة انه الفائز في الانتخابات الأخيرة.