تتواصل المساعي الديبلوماسية الإقليمية لإيجاد حل سلمي للازمة السياسية المتفاقمة في كوت ديفوارحيث ينتظر وصول وفد افريقي رفيع المستوى بعد غد الثلاثاء لمطالبة الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو بالتنحى عن السلطة ووضع حد للوضع غير المستقر في البلاد والذي أجبر14 الف نازح الى مغادرته. وفي هذا السياق، سيزور رؤساء كل من البنين وسيراليون والرأس الاخضر بعد غد الثلاثاء ابيدجان حاملين رسالة تطلب فيها المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) من لوران غباغبو التنحى عن الحكم وفق ما اعلنه وزير خارجية البنين جان مارى اهوزو. وأضاف الوزير، أن "الرؤساء الثلاث سيتباحثون مع الرئيس غباغبو لاقناعه وحمله على التنحى عن السلطة دون انتظار" غير ان غبابو يرفض ترك السلطة لصالح الرئيس المنتخب الحسن وتارا الذي تم انتخابه في 28 نوفمبر الماضي واعترف به المجتمع الدولي كرئيس شرعي للبلاد. وبدأت الازمة الايفوارية بعد اعلان اللجنة الانتخابية المركزية فوز واتارا الذى أدى القسم الدستورى وعين غيوم سورو رئيسا للحكومة الجديدة الا أن الرئيس المنتهية ولايته أدى هو الاخر القسم الدستورى بعد أن الغت المحكمة الدستورية الموالية له آلاف الأصوات في شمال البلاد المؤيد لواتارا. وأمام تزايد الضغوطات لجعله يترك مقالد السلطة أعلن المتحدث باسم غباغبو ووزير خارجيته اليسيدي دجيدجي استعداد حكومته لمقابلة مبعوثى (إيكواس) قائلا إن حكومته "مستعدة لمقابلة مبعوثى الإيكواس فى التاريخ الذى يحددوه لتوضيح موقفها". ودعت المجموعة الاقليمية في ختام قمتها الاخيرة في ابوجا السيد غباغبو الى التنحى عن السلطة لفائدة خصمه الحسن واتارا الذي ما يزال متواجدا في فندق "الغولف" المحاصر من قبل وحدات الجيش الموالي لخصمه . مؤكدة انه "اذا رفض هذا الطلب الذي لا يقبل التفاوض فلن يكون امام المجموعة من خيار سوى اتخاذ كل الاجراءات الضرورية بما فى ذلك استخدام القوة الشرعية لتحقيق تطلعات شعب كوت ديفوار". وهددت ايكواس بازاحة غباغبو عن السلطة " بالقوة" اذا لم يتراجع واللجوء الى القضاء الدولى لملاحقة المسؤولين عن االانتهاكات و الاعمال الوحشية في هذا البلد والتى اسفرت عن سقوط 173 قتيلا حسب بيانات لللامم المتحدة بين 16 و21 ديسمبر. وتجري الولاياتالمتحدة و منظمة الإيكواس مشاورات حول احتمال تعزيز القوات اللأممية في كوت ديفوار خاصة أن مجلس الأمن الدولي قام بتمديد تواجدها في البلاد لمدة ستة أشهر وتعززيها بالمؤن. وكان غباغبو قد دعا التجمع الإقليمي عشية القمة الى "حل الأزمات بطريقة سلمية" واصفا الطرق العسكرية ب"الخطيرة" وأوضح أنه إذا قررت الإيكواس ارسال قوات عسكرية إلى كوت ديفوار فأن الإيفواريين "سيكونون مستعدين لذلك". وعلى صعيد متصل دعا شارل بلي غودي وزير في معسكر غباغبو إلى تنظيم مظاهرة سلمية في 29 ديسمبر الجاري بابيدجان موجها الدعوة الى "جميع الشباب الإيفواريين والديمقراطيين في أفريقيا إلى الإنضمام إلى المظاهرة وذلك لإحترام مؤسساتنا وإعلان الحق" . وكان زعماء الإيكواس التي تضم 15 دولة قد عقدوا إجتماع في 7 ديسمبر وقرروا خلاله تعليق مشاركة كوت ديفوار في هذا التجمع. ولاول مرة منذ تفجر الأزمة يواجه الرئيس المنتهية عهدته بصفة مباشرة تهديدا بشن عملية عسكرية تستهدف الاطاحة بحكمه. وقد أدت أعمال العنف التي تلت الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار الى نزوح 14 ألف مواطن منكوب إلى ليبيريا المجاورة بسبب الوضع غير المستقر في بلادهم منذ شهر وفق ماعلنته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة. وكانت المفوضية الاوروبية قد ذكرت مؤخرا ان حوالي 11 الف ايفواري اغلبهم نساء و اطفال فروا نحو ليبيريا و غينيا و غانا . وحذرت الوكالة الاممية من خطر نفاذ المواد الغدائية بسبب استمرار وصول اللاجئين. مؤكدة تخصيص 5 ملايين يورو من اجل مواجهة حدوث ازمة انسانية في الدول المضيفة للاجئين من كوت ديفوار . وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد تبنى بالإجماع مؤخرا قرارا يندد ب"الفظائع" المرتكبة في كوت ديفوار في اعمال عنف تلت الانتخابات الرئاسية في البلاد و ذلك خلال جلسة إستثنائية خصصها للوضع المتازم في البلاد بعد قرار تقدمت به نيجيريا بالنيابة عن الايكواس. ومن جهته، منح الاتحاد الاقتصادي النقدي لغرب افريقيا (ايموا) " الشرعية" لواتارا في رصد و مراقبة صكوك كوت ديفوار في البنك المركزي لدول افريقيا الغربية.