تفاجأ الكثير من الجزائريين بظهور رئيس الحزب المحل على قناة ''الجزيرة'' محاولا استغلال الأحداث التي شهدتها البلاد والتباكي على مصير الجزائريين وهو الذي كان وراء مآسيهم خلال العشرية السوداء التي لا زالت جراحها عميقة وآثارها وخيمة على المجتمع برمته. لقد حاول هذا الشخص الظهور بمظهر الناصح للشباب الجزائري وهو الذي زج به بالأمس في غياهب الإرهاب واللااستقرار والقتل من خلال خطب حزبه المتطرفة دون أن يكون على دراية بما يجري داخل الجزائر وهو المقيم بالعاصمة القطرية في بحبوحة لا يعيشها هؤلاء الشباب. وإذا لم يثر هذا الظهور الإعلامي الاستغراب لتعود مثل هؤلاء الأشخاص على الاصطياد في المياه العكرة، فإن الذي يثير الاستغراب حقا هو أن تسمح دولة شقيقة مثل قطر لهؤلاء بصب الزيت على النار على أحداث هي في الواقع عابرة ولا تستدعي كل هذا التضخيم الإعلامي الذي انتهجته قناتها الفضائية (الجزيرة) باسم المهنية المزعومة. وهنا يحق لنا التساؤل، هل تدخلت الجزائر يوما في قضايا داخلية لدول عربية شقيقة؟ وهل كانت يوما مصدر إذكاء فتن لغيرها من الشعوب الشقيقة؟ فلماذا إذن تعامل الجزائر بهذا المنطق المقلوب وهي التي تجعل من عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير مبدأ راسخا في سياستها الخارجية؟ أكيد أن الإجابة عند الذين يسمحون لأعداء الشعب الجزائري بالاستمرار في لفظ سمومهم ويوفرون لهم الأبواق لدعاياتهم!.