تعيش ولاية تمنراست منذ أمس على وقع فعاليات المهرجان الدولي لفنون الأهقار في طبعته الثانية، وتدوم هذه التظاهرة الثقافية إلى غاية ال17 من الشهر الجاري، تشارك فيه 5 دول إفريقية هي مالي، النيجر، الكونغو الديمقراطية، بوركينافاسو والسينغال، إضافة إلى دولتين أوروبيتين هما فرنسا وإيطاليا، وسيشهد مشاركة كوكبة من الفنانين والفرق الغنائية المحلية من الجنوب الجزائري· تزينت، أمس، مدينة تمنراست بلوحات فنية مزجت بين الألوان الوطنية والإفريقية، إستقبلت بها الوافدين والمشاركين في المهرجان الذي يدور مضمونه حول ''التراث الثقافي وعلاقته بمحيطه الطبيعي''· وقد أعلن أمس عن الافتتاح الرسمي لفعاليات هذه التظاهرة الثقافية الهامة التي تهدف إلى التعريف بثقافة التوارف وتقاليدهم بقاعة ''داسين'' بدار الثقافة الواقعة بعاصمة الأهقار، حيث برمج المنظمون أمس حفلا خاصا للإعلان عن الافتتاح الرسمي للمهرجان من تنشيط الفرقة الغنائية ''إيشومار'' من برج باجي مختار، وهو الحفل الذي احتضنه ركح تمنراست بساحة أول نوفمبر، تلاه حفل الفرقة الموسيقية ''تيسراسروت'' من منطقة إيدلاس، وبعدها حفل فني من تقديم فرقة ''قدي'' من برج باجي مختار، ثم حفل ''بادي لالة'' من تمنراست، والتي تؤدي التندي وهو النوع الموسيقي الذي يعشقه سكان الأهقار، ليختتم اليوم الأول من المهرجان الفنان النيجيري الشهير حميد إيكاوال، وهو الفنان ''المتمرد'' الذي استطاع أن يفرض نفسه بقوة في مجال الموسيقى الإفريقية، كونه يستعمل الغناء والموسيقى لمنح الشجاعة للمتمردين، ويعرف أنه يغني في كل المواضيع، لكن طغى على أغانيه المضمون السياسي والنضالي، كونه من المدافعين عن ثقافة التوارف· هذا المهرجان سيكون فضاء للعديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي تهدف إلى تبادل الثقافات والخبرات بين الفرق المشاركة، ويسعى إلى تحقيق التعايش الغنائي والثقافي على وقع مزيج من الطبوع الغنائية على غرار الفناوي، التندي، إمزاد.. وغيرها من الطبوع الموسيقية الإفريقية المعاصرة، كما ستشارك في الطبعة الثانية للمهرجان الدولي لفنون الأهقار أيضا عدة فرق فنية جزائرية من بينها فرقة ''شوغلي'' من جانت، وفرقة ''الفردة'' من بشار، وفرقتي ''اشتيمة تينترابين'' و''حمدة عجيلا'' من منطقة إيدلاس، إضافة إلى فرقة ''بابا مرزوق'' من بسكرة، وعدة فرق من مدينة تمنراست على غرار كل من فرقة ''عجلة الشعر'' وفرقة ''شنا إيمزاد'' وفرقة ''أغريب'' وفرقة ''إثران نهاقار''، كما ستشارك فرق أخرى جزائرية مثل فرقة بنات المغرة أهاليل القادمة من تيميمون، والفرقتين المحلتين ''تيندي ذامسال'' و''تيندي تازروق''، وفرقة ''جوقار الهول'' من تندوف، وفرقة ''طبل'' من عين صالح، وكذا فرقة ''بقانقا وعليوان'' من إيليزي، وفرقة أبالسة ''جاكمي''· كما انطلقت منذ شهر نوفمبر المنصرم مسابقة وطنية كتابية حول ''القصص وأساطير التراث الثقافي الصحراوي'' وينتظر الإعلان على هامش حفل اختتام فعاليات المهرجان عن الفائزين· هذا وستتضمن هذا التظاهرة الثقافية ثلاثة أيام فكرية ينشطها كتاب وباحثين جامعيين حول مختلف المواضيع المتعلقة بالثقافة الصحراوية والجزائرية والإفريقية، منها ''تصور منهجي لحظيرة آير تينيري (شمال النيجر)'' وكذا ''تسيير الموارد الجينية التي لها علاقة بمهارات الأسلاف'' و''الأنثروبولوجيا التاريخية والتقنيات في خدمة المحافظة على التراث والوساطة الثقافية''، إضافة إلى ''مهارات المرأة المقيمة في الطاسيلي ناجر''· وستخصص سهرة الاختتام لتكريم المشاركين والفائزين خلال تنشيط حفل فني من توقيع فرقة ''القانقا'' من إيليزي فرقة ''طبل'' لعين صالح·