لم تنتظر السلطات الصحراوية طويلا لتفنيد تصريحات وزيرة الخارجية الاسبانية ترنيداد خمينيث متهمة مدريد بمواصلة دعمها للموقف المغربي ضد جبهة البوليزاريو في مفاوضات السلام الجارية منذ عدة سنوات. وزعمت رئيسة الدبلوماسية الاسبانية أن مدريد على استعداد لتقديم المساعدة لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية. وهي التأكيدات التي أدلت بها لكل من الأمين العام الاممي بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى الصحراء الغربية الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس. وفي رده على هذه التصريحات قال وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك أن ''وزيرة الخارجية الاسبانية ضاعفت من تصريحاتها بخصوص قضية الصحراء الغربية والتي تظهر بوضوح أن بلدها ابتعد نهائيا عن الدفاع عن الشرعية الدولية بالدفاع عن طرح المحتل المغربي''. وذكر الوزير الصحراوي بأن اسبانيا تبقى القوة الاستعمارية لإقليم الصحراء الغربية وهو ما يعني أنها مسؤولة عن المأساة التي يعيشها الشعب الصحراوي منذ 1975 تاريخ احتلال المغرب لهذا الإقليم. وأكد انه ''يتوجب على اسبانيا بالتعاون مع الأممالمتحدة ضمان تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية والذي يتحقق في اليوم الذي يتمكن فيه الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره''. وكانت وزيرة الخارجية الاسبانية ترنيداد خمينيث قالت للأمين العام الاممي بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس أن ''اسبانيا مستعدة لتقديم المساعدة إلى الأممالمتحدة وطرفي النزاع في الصحراء الغربية من اجل التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة. وقالت أيضا أن بلادها اقترحت رفع تمثيل مجموعة ''أصدقاء الصحراء الغربية'' من مجرد تمثيل على مستوى الخبراء إلى مستوى وزراء. ولكن أي مساعدة تريد مدريد تقديمها إلى الأممالمتحدة وهي التي لم تتحمل حتى مسؤوليتها المعنوية والتاريخية تجاه الشعب الصحراوي باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة لإقليم الصحراء الغربية، وأكثر من ذلك فقد تواطأت مع المغرب في احتلاله لمستعمرتها السابقة في خرق واضح لكل قوانين ومبادئ القانون الدولي. ثم ان اسبانيا إذا كانت تريد فعلا المساعدة في تسوية النزاع في الصحراء الغربية فإنه يتعين عليها قبل أي شيء أن تقر صراحة بأحقية شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره وعليها أن تعمل من اجل حمل حليفتها الرباط على الانصياع للشرعية الدولية وتطبيق اللوائح الأممية المقرة جمعيها بأن هذه القضية هي مسألة تصفية استعمار وحلها لن يتم إلا عبر تنظيم استفتاء حر ونزيه يشمل كافة أنحاء الصحراء الغربية يقرر من خلاله الشعب الصحراوي مصيره. والحقيقة أن رئيسة الدبلوماسية الاسبانية ما كان لها لتعرب عن استعداد بلادها لتقديم المساعدة للأمم المتحدة من اجل تسوية النزاع وهي التي عملت على تعطيله طيلة الفترة الماضية بدعمها غير المعلن لمقترح الحكم الذاتي المغربي. وإذا أرادت مدريد فعلا تقديم المساعدة فيجب أولا الإدلاء بموقف واضح من القضية الصحراوية لأنه ولغاية الآن لا يزال الموقف الاسباني يكتنفه الغموض التام كون مدريد تقول ما لا تفعل. فهي تدعي دائما دعمها لحق تقرير المصير ولكنها على ارض الواقع تفعل نقيض ما تقول وتواصل دعمها للطروحات المغربية التي تحاول إيهام العالم اجمع ب''مغربية'' الصحراء الغربية.