نفى وزير الخارجية السيد مراد مدلسي أن تشهد الجزائر نفس سيناريو تونس ومصر بعد سلسلة الاحتجاجات التي عرفها هذان البلدان والتي أدت إلى تنحي الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك، مشيرا إلى أن سقوط ما اصطلح على تسميته ب''أحجار الدومينو'' والذي هو من اختراع وسائل الإعلام بما فيها الصحافة الوطنية ليس له مكان بالجزائر . وفي حديث أدلى به لصحيفة ''البايس'' الإسبانية نشر أمس قال السيد مدلسي إن الجزائر ليست تونس أو مصر وأن تجربتي هذين البلدين لا تنطبقان على الجزائر، مشيرا إلى أن المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية يوم 12 فيفري الجاري بالجزائر العاصمة لم يتعد مشاركوها 500 شخص حسب مصادر أمنية، هذا إذا ما أضفنا بعض المارة. وقال إن المنظمين لهذه المسيرة كانوا أقلية، كما نوه بدور الشرطة التي لم تستعمل العنف ضد المتظاهرين. وأضاف السيد مدلسي أن الجزائريين لا يرغبون في تكرار تجارب الماضي من خلال المسيرات التي تخللتها حالات العنف بالعاصمة والتي كانت آخرها عام ,2001 غير أنه أكد في المقابل تأييده لإقامة تجمعات في القاعات الكبيرة كالقاعة البيضاوية التي تتسع ل10000شخص. ورفض وزير الخارجية تعليقات بعض العواصمالغربية كواشنطن وباريس ازاء ما يحدث في الجزائر وذكر في هذا السياق بموقف أحزاب التحالف الرئاسي التي شجبت خلال اجتماعها المنعقد الأربعاء الماضي التدخل الاجنبي في شؤون البلاد. من جهة أخرى أبدى الوزير انشغال الجزائر إزاء ما يحدث ببعض الدول العربية كليبيا مشيرا إلى اننا نعيش حالة عدم الاستقرار في ظل تعبئة القوى الفاعلة لشبكة الإنترنت الواسعة الانتشار. وبخصوص رفع حالة الطوارئ السارية منذ 19 عاما رفض السيد مدلسي تحديد تاريخ لذلك، مؤكدا ان رفعها سيتم عندما تؤتي ثمارها، كما أشار الى أن إقرارها لم يكن بهدف تقييد الحريات بل للتصدي للإرهاب الذي كافحته الجزائر لوحدها قبل أن يتأكد العالم بأن هذه الآفة عابرة للحدود وتأتي العديد من الدول للاستفادة من تجربتها.