نفذت قيادة المنطقة السادسة للدفاع الجوي عن الإقليم بالناحية العسكرية الرابعة ( ن.ع 4) اول امس وبنجاح تمرينا ميدانيا للبحث والإنقاذ ''ساتر ''2011 بمنطقة صحراوية بإقليم ولاية الوادي. ( و.ا) وجرى تطبيق هذا التمرين الذي يحاكي سيناريو يفترض حدوث كارثة جوية بمنطقة صحراوية ببلدية الحمراية على بعد مسافة 70 كلم غرب عاصمة الولاية. وتتمثل فكرة هذا التمرين في محاكاة تعطل راديو لطائرة نقل ركاب بعد إقلاعها من مطار بسكرة وعلى نحو ينذر بحدوث كارثة جوية، كما أوضح العقيد عثمان صحراوي رئيس خلية الإتصال بقيادة الدفاع الجوي عن الإقليم. وأكد المتحدث في تصريح صحفي ''أن فكرة التمرين تعتمد في نفس الوقت على قيام أفراد ركاب ناجين من الكارثة الجوية مزودين بجهاز إنذار يسمى ''راشدة الإنذار 406 ميغاهرتز'' بتشغيل هذا الجهاز في المكان المفترض لسقوط الطائرة''. ''ويهدف هذا التمرين في جانب منه إلى اختبار وتقييم مدى فعالية المنظومة العسكرية في التدخل والإسعاف وكذا تقييم قدرة أطقم الطائرات العسكرية المدرجة في عمليات البحث والإنقاذ على التحديد وتقنيات إسقاط سلاسل الإنقاذ كما أكد المتحدث. كما أن هذا التمرين الميداني يهدف أيضا إلى اختبار رد فعل هيئات المراقبة في مختلف مراحل الإنقاذ والتنسيق عقب حادث جوي بمنطقة صحراوية فضلا عن تقييم مخطط التدخل وتثمين تشكيلات وسائل البحث والإنقاذ التي وضعت في الخدمة من أجل تكييفها وتحيينها'' كما أكد العقيد صحراوي. واعتمد هذا التمرين على ثلاث مراحل تتمثل في الإنذار ثم البحث وبعد ذلك الإنقاذ وهذه المراحل الثلاث- كما أضاف -تحدد فيها طبيعة الإجراءات المتخذة في كل مرحلة وإقحام الوسائل الضرورية ومهمة كل هيئة معنية بالتمرين. وتم في البداية تشغيل جهاز الإنذار ضمن المنطقة المفترضة لسقوط الطائرة وهو السيناريو الذي ميزه أيضا محاكاة لاشتعال نيران شظايا وقيام أفراد من الجيش الوطني الشعبي بمحاكاة دور جرحى وضحايا. وبعد حوالي ربع ساعة من تشغيل هذا الجهاز وصلت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الجزائرية إلى منطقة وقوع الكارثة الجوية المفترضة، حيث قامت بتحديد مكان الحادث بدقة قبل قيامها بعملية إنزال لرزمة من أدوية ومستلزمات الإسعاف الأولية تعرف بسلسلة الإنقاذ البري في مكان قريب من موقع سقوط الطائرة. وفسح المجال على إثرها لعناصر من مصالح الصحة العسكرية رفقة أفراد من الحماية المدنية لولاية الوادي بالتدخل لإسعاف المرضى ونقلهم إلى نقاط إسعاف أولى تم نشرها بكثافة قرب مكان وقوع الكارثة الجوية. كما شهد التمرين مشاركة كثيفة لأفراد الدرك الوطني بولاية الوادي للقيام بأدوار محددة تتمثل في التعرف على هوية الضحايا وتحديد الخسائر البشرية والمادية. ولوحظ أيضا إنشاء أثناء التمرين مركز متقدم للقيادة ومكتب للتحقيق تابع للدرك الوطني، فضلا عن مشاركة سيارات إسعاف تابعة لمصالح الصحة العسكرية وأخرى تابعة للحماية المدنية لنقل الضحايا والمصابين إلى أقرب مستشفى، كما لوحظ مشاركة طائرة مروحية عسكرية في نقل المصابين الأكثر خطورة إلى مستشفيات من أجل العلاج وفقا لسيناريو المحاكاة. وعقد اجتماع تقييمي في نهاية التمرين حضره ضباط من الأسلاك العسكرية المشاركة في التمرين ومسؤولون عسكريون بقيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم، حيث تم الإجماع على كون التمرين كان ناجحا وحقق الأهداف المرجوة من تنظيمه. للإشارة فإن التمرين جرى بحضور قيادات قوات الدفاع الجوي عن الإقليم والقوات الجوية والناحية العسكرية الرابعة بالإضافة إلى قيادة المنطقة السادسة للدفاع الجوي عن الإقليم والقيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني ووحدات من الحماية المدنية لولاية الوادي بالإضافة إلى حضور ضابط من دولة قطر كملاحظ.