اتخذت مديرية البيئة لولاية تيزي وزو، قرار غلق 145معصرة زيتون بمختلف بلديات الولاية هذا الموسم، وحسبما أفاده مصدر مقرب من مديرية البيئة للولاية، فإن هذه الأخيرة وسعيا إلى حماية البيئة والمحيط، قامت ب 76 زيارة وخرجة ميدانية لمراقبة المعاصر التي تحويها الولاية، موازاة مع انطلاق موسم جني وعصر الزيتون، أفضت إلى تحرير محاضر تقضي بغلق عدد من المعاصر بعدما تبين أنها لا تحترم شروط النظافة، التي من شأنها أن تحمي البيئة، نظرا لما تسببه من تلوث جراء رمي بقايا عملية العصر أمام افتقارها لأحواض خاصة بها. وحسب ما أكده ذات المصدر، فإن عملية الغلق تمت بعد قيام مسؤولي البيئة بمراقبة المعاصر المتواجدة بتراب الولاية، حيث أسفرت العملية عن اتخاذ قرارات الغلق بأمر من الوالي، تمنع استمرار ممارسة هذه الأخيرة لنشاطها لأسباب تتعلق بعدم احترام شروط النظافة وافتقارها لإمكانيات تفريغ بقايا عملية العصر، التي في حالة رميها في المحيط بطريقة عشوائية تتسبب في تلويث البيئة، خاصة وأن اغلب المعاصر التي تغلق مع حلول كل موسم جني الزيتون بالولاية تتواجد على مستوى الدوائر المحاذية لسد تاقسبت، الذي بات هو الآخر مهددا بما تقذفه هذه المعاصر من بقايا العصر التي تصب في السد، ولحماية مياهه من التلوث، تباشر المديرية عمليات مراقبة انطلاقا من الدوائر المتواجدة على محيطه، لتتوسع وتشمل جميع معاصر الولاية. وأشار المسؤول إلى أن قرار الغلق شمل مختلف المعاصر الحديثة والتقليدية الموزعة على تراب الولاية. موضحا أن هذه العملية ستفتح المجال لأصحاب المعاصر لمعرفة النقائص المسجلة بمعاصرهم والتي كانت وراء قرار غلقها، مما يترتب عنه سعيهم إلى تداركها، وقد يدفع الأمر بهم إلى طلب إعادة فتحها من جديد من خلال الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي تقدمها المديرية. مشيرا إلى أن هذه الأخيرة استقبلت 38 طلب إعادة الفتح للمعاصر المغلقة، حيث تمت الموافقة على 35 طلبا امتثل أصحابها لأوامر اللجنة المعينة من طرف مديرية البيئة، والمكلفة بعملية تنظيم المراقبة المستمرة للمعاصر موازاة مع انطلاق موسم جمع الزيتون، حيث تبين بعد المراقبة الثانية احترام أصحابها للشروط، فيما تجري عملية دراسة الطلبات المتبقية. مؤكدا على أن المديرية بصدد اتخاذ إجراءات أكثر صرامة إذا أسفرت عملية المراقبة عن عدم التزام المعاصر بشروط الحفاظ على البيئة والمحيط. كما أوضح أن المديرية معتادة على القيام كل سنة بعملية تفتيش ومراقبة الوسائل المعتمد عليها في عملية عصر الزيتون ومدى ملاءمتها ومطابقتها للشروط الموضوعة الرامية إلى حماية البيئة، حيث كانت المديرية تنبه أصحاب المعاصر قبل البدء في عملية العصر، إلى ضرورة الاهتمام بعملية صرف بقايا العصر، ومنهم من يأخذ ذلك بعين الاعتبار ومنهم من يتجاهله، وأنه وبناء على النتائج المستخلصة في السابق، اتخذت المديرية قرار عدم منح رخص فتح معاصر جديدة إلا إذا توفرت فيها كل الشروط التي تضمن حماية البيئة والمحيط. كما ذكر المصدر أن المديرية عمدت خلال موسم جني الزيتون الماضي إلى غلق 135 معصرة زيتون لنفس الأسباب. وللإشارة، فقد كشف السيد وعلي عبد الرحمان، المسؤول الأول بمصلحة التنظيم الإنتاجي والدعم التقني التابعة لمديرية الفلاحة، أن كل الظروف مهيأة لضمان مباشرة معاصر الولاية عملها هذه السنة، لتفتح أزيد من 400 معصرة زيتون التي تحويها المنطقة أبوابها لاستقبال المنتوج. موضحا أن 311 منها معاصر تقليدية، والتي تعرف توافدا كبيرا للعائلات بغرض عصر زيتها، باعتبار أن زيت هذه المعاصر يتميز بطعم جيد، إضافة إلى لونه وجودته. كما ذكر بأن الولاية استفادت في إطار الصندوق الوطني للتنمية الريفية، من مشروع تدعيمها ب 39 معصرة زيتون، والتي تحظى بإقبال كبير من طرف أصحاب حقول الزيتون، خاصة وأن الولاية ترتقب جني إنتاج وفير هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، يرتقب أن يصل إلى 560 ألف قنطار من الزيتون، فيما يرتقب أن تكون مردودية القنطار في الهكتار من الزيتون 20 قنطارا.