تم إغلاق 148 معصرة زيتون خلال العام الجاري، بولاية تيزي وزو، وذلك بقرار من الوالي الذي اعتبرها ''غير مطابقة للمعايير البيئية'' إثر عمليات تفتيش قامت بها اللجان المكلفة بالمنشآت المصنفة التابعة لمديرية البيئة، حسبما علم من هذه الأخيرة. وأوضح مسؤول القطاع أن اتخاذ هذا الإجراء كان بهدف حماية حوض سد ''تاقسبت'' (175 مليون متر مكعب) من خطر التلوث الذي يحدق به جراء قيام المعاصر المتواجدة على ضفاف هذه المنشأة الفنية الموجهة لتموين ولايات تيزي وزو والجزائر العاصمة وبومرداس بالماء الشروب، بصب المادة العضوية السوداء الناتجة عن عصر الزيتون مباشرة إلى المجاري المائية. وأضاف المصدر أن إعادة تشغيل المعاصر المغلقة المعنية مرهون بقيام أصحابها بإنجاز أحواض تصفية موجهة لمعالجة المادة العضوية المذكورة مع خضوعها لفحوص في مجال البيئة لغرض تحديد آثار نشاطات معاصر الزيتون على البيئة وكذا الإجراءات والوسائل التي من شأنها تقليص أضرار هذا التلوث. كما استفيد من مدير البيئة ''إعادة فتح 61 وحدة من ضمن ال 148 المغلقة خلال حملة جني الزيتون الحالية بعد استجابتها للشروط المذكورة أعلاه'' مع إشارته إلى أن ''المعاصر الحديثة تشكل خطرا أكبر من المعاصر التقليدية لأنها تنتج كمية أكبر من المادة السوداء المذكورةس. كما ذكر أيضا أن بقايا الزيتون المعصورة تعد أيضا عاملا مساعدا على التلوث لأن ''هذه المواد العضوية المتشبعة بزيوت الإنارة تمثل خطرا حقيقيا على طبقات المياه الجوفية في حال رميها في المجاري المائية''، حسب المصدر الذي يؤكد عن ''منع صب هذه المادة بالمحيطات المحاذية لمجاري المياه. وأشار المصدر في هذا الشأن إلى مصادقة لجنة توطين وترقية الاستثمارات (كالبي) على مشروع بادر إليه أحد الخواص بمنطقة النشاطات لبوغني يعتمد على ''استغلال وتحويل نفايات الزيتون الناتجة عن نشاط حوالي 500 معصرة بالولاية إلى قوالب قرميد مسخنة مصنوعة من جزيئات صلبة، في حين سيتم استعمال بقايا الزيت في صنع الصابون وغسول الشعر''.