عرفت أحياء مختلفة بالعاصمة المصرية القاهرة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، مواجهات طائفية غير مسبوقة بين المسلمين والأقباط خلفت في حصيلة أولية مقتل 01 أشخاص وإصابة 011 آخرين. واندلعت المواجهات بعد إقدام متظاهرين أقباط على قطع الطريق في حي المقطم في العاصمة القاهرة احتجاجا على حادث الاعتداء على كنيسة بقرية أصول باطفيح وعدم شروع السلطات في إعادة بنائها من جديد. وتزامن ذلك مع توجه مجموعات من السلفيين إلى نفس المنطقة للمطالبة بإطلاق سراح مسيحيات أسلمن ولكن أقباطا ''احتجزوهن داخل كنائس عقابا لهن على اعتناقهن للدين الإسلامي''. كما أكدوا تمسكهم بعدم تغيير المادة الثانية من الدستور المصري التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع والتي تصر الطائفة القبطية على تغييرها في سياق التغييرات التي تشهدها مصر منذ انتصار ثورة 52 جانفي. وأثار تعارض موقف الطرفين صدامات عنيفة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وتطلب تدخل القوات المسلحة للفصل بين المتناحرين ووقف سقوط قتلى من الجانبين. وعاد التوتر الطائفي إلى واجهة الأحداث في مصر في وقت تمر فيه بوضع حرج منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك وهو ما أثار مخاوف من إمكانية تهديد مثل هذه الأحداث للمكتسبات التي حققتها ثورة 52 جانفي. وأكد ملاحظون أن هذا التشنج الطائفي بدأ عندما كثر الحديث مباشرة بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع حول التعديلات الدستورية وخاصة المادة الثانية فيه والتي تنص على أن الدين الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع في مصر. وأمام ظهور النعرات الطائفية التي تهدد السلم الاجتماعي دعت بعض القوى السياسية والشبابية إلى مسيرة مليونية يوم غد تنطلق من ميدان التحرير وسط القاهرة وصولا إلى قرية أصول بمدينة أطفيح بمحافظة حلوان تحت شعار''لا للفتنة الطائفية''. وكانت قرية أصول شهدت أحداث عنف بسبب خلاف عائلي بين مسلمين على خلفية علاقة عاطفية بين ابنة أحدهم وشاب مسيحي، مما أدى إلى مصرع شخصين وهو الأمر الذي دفع بسكانها من المسلمين إلى إضرام النار في الكنيسة. وأمام مخاوف عودة التوتر الطائفي اتهم عبد الله الأشعل وكيل مؤسسي حزب ''مصر الحرة'' أطرافا وجهات داخلية وخارجية بتغذية النعرات الطائفية والدينية، وأكد أن الظرف التاريخي ''الذي تمر به بلاده يستدعي تضافر كافة الجهود لتأمين سلامة الوطن. ودعا إلى التحرك والدعوة مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى لإعلان يوم غد يوما للوحدة الوطنية في مصر بعنوان ''جمعة الوحدة''. من جانبه أكد عادل دانيال وكيل مؤسسي حزب ''الاستقامة'' المسيحي أن شباب حزبه وكافة إطاراته سوف يشاركون في هذه المبادرة المهمة. مشيرا إلى أن القساوسة ورجال الأمن ومسؤولي المحافظة وغيرهم ممن قاموا بإدارة الأزمة لم ينجحوا في التعامل مع الأحداث وضمان عدم التعدي من جانب كافة الأطراف في تلك القرية التي يقطنها نحو 5 آلاف مسيحي وسط حوالي 05 ألف مسلم. واتهمت جماعة الإخوان المسلمين من سمتهم ب''فلول النظام البائد'' بالوقوف وراء محاولة إشعال الفتن وإحياء العصبيات والنعرات الطائفية وغيرها من أجل ''تمزيق'' نسيج الشعب والوطن''. وأشارت إلى أن هذه الفلول استخدمت أسلوب ''فرق تسد'' واستغلت حادثة كنيسة أطفيح وأثارت مجموعة من المتعصبين المسلمين للرد على المسيحيين بحادثة أخرى ليس هذا وقت إثارتها ولا أسلوب حلها.