تصاعدت حدة التوتر في اليمن أمس بسقوط عدد من القتلى في صفوف المتظاهرين المناوئين للرئيس علي عبد الله صالح المصرين على مواصلة حركتهم الاحتجاجية إلى غاية الإطاحة بنظامه. ولقي ستة أشخاص مصرعهم وأصيب المئات الآخرين أمس في ساحة التغيير المحاذية لجامعة العاصمة صنعاء في مواجهات بين المعتصمين في الساحة المطالبين بإسقاط نظام الرئيس اليمني وقوات الأمن والحرس الجمهوري التي حاولت اقتحام الساحة. وكانت تقارير إعلامية أكدت مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة العشرات الآخرين اثر إطلاق قوات الأمن للرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في كل من العاصمة صنعاء ومدينة المقلة جنوب شرق البلاد. وأكدت مصادر في المعارضة اليمنية أن متظاهرا لقي مصرعه عندما كان يحاول الالتحاق رفقة عدد من المتظاهرين بالاعتصام المتواصل منذ عدة أيام بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء التي اتخذها المناوؤن للرئيس صالح مركزا لحركتهم الاحتجاجية. وقالت نفس المصادر أن الضحية أصيب بعيار ناري من قناص من دون أن يتمكن من تحديد ما إذا كان القناص ينتمي إلى قوات الأمن أولا. وكان متظاهر أول قتل فجر أمس فيما أصيب ما لا يقل عن 300 جريح من بينهم 30 أصيبوا برصاص حي في حين تعرض الآخرون للاختناق بعد استنشاقهم للغاز المسيل للدموع خلال غارة نفذتها قوات الأمن ضد المشاركين في اعتصام جامعة صنعاء. وكان تلميذ في 12 من عمره قتل عندما أقدمت قوات الأمن على إطلاق النار ضد المتظاهرين المناهضين للنظام الحاكم في مدينة المقلة الواقعة جنوب-شرق اليمن. وحاولت الشرطة تفكيك الخيم التي نصبها المعتصمون ونزع مكبرات الصوت المتواجدة في الشوارع والطرق المجاورة لجامعة صنعاء وهو ما أثار صدمات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة التي استعملت الرصاص الحي. وكانت منظمة الأممالمتحدة أعلنت أول أمس عن مقتل 37 متظاهرا وما لا يقل عن ستة عناصر من الأمن منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس اليميني نهاية شهر جانفي الماضي. ويأتي سقوط هؤلاء القتلى رغم أن الرئيس صالح كان جدد الخميس الأخير في خطاب ألقاه التزامه بحماية المتظاهرين سواء المناهضين له أو الموالين لنظامه. ويواصل مئات آلاف المحتجين المناوئين للرئيس صالح مظاهراتهم واعتصاماتهم خاصة في العاصمة صنعاء ومدن تعز وعدن من اجل المطالبة برحليه رغم المبادرات التي أطلقها الرئيس اليمني في محاولة لامتصاص غضب المحتجين وحملهم على العودة إلى منازلهم. وكان آخر هذه المبادرات إعلانه على تعديل الدستور والانتقال إلى نظام برلماني وهي المبادرة التي رفضتها المعارضة في حينها. غير أن موقف الإدارة الأمريكية جاء مخالفا لموقف المعارضة اليمنية التي حثتها على قبول مبادرة الرئيس صالح. وفي أول رد فعل منذ اندلاع الاحتجاجات في اليمن قال جون برنان مستشار الرئيس باراك اوباما انه يتعين على كل احزاب المعارضة الإجابة بطريقة بناءة على دعوة الرئيس صالح والمشاركة في حوار جاد للخروج من حالة الانسداد الراهنة''. كما أشار المسؤول الأمريكي إلى أن حكومة صنعاء والمعارضة يتقسمان مسؤولية التوصل إلى حل سلمي للازمة.