تميز الأسبوع المنقضي باحتضان الجزائر للعديد من التظاهرات والملتقيات الفكرية والتاريخية والدينية، وجمع بين ذكريين عزيزتين على قلوب الجزائريين كافة، تمثلتا في يوم النصر 19 مارس 1962، وذكرى المولد النبوي الشريف، حيث تم بالمناسبة الإعلان عن انطلاق حملة نصرة خير البشر، كما أعلنت الحكومة الأسبوع المنصرم عن استراتيجيتها الوطنية لتخفيض نسبة البطالة إلى ما دون 10 بالمائة في الفترة الممتدة من 2009 إلى 2013· وقد شكل إحياء الذكرى ال46 لعيد النصر محطة أخرى جدد خلالها المجاهدون الدعوة إلى ضرورة توسيع البحوث في تاريخ الجزائر بإشراك كل من عايش الحدث، لتدوين كل الوقائع التاريخية وحفظها وتلقينها للأجيال الصاعدة، والتصدي بذلك للإشاعات ومحاولات التزييف، وألحوا بالمناسبة على وجوب إعطاء عيد النصر الأهمية التي يستحقها كونه محطة حاسمة في تاريخ الجزائر، والاحتفال به على غرار كل الأعياد الوطنية من اجل إحياء الذاكرة الوطنية وتخليد ذاكرة شهداء الوطن· وتزامن عيد النصر هذا العام مع تنظيم المؤتمر الرابع للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، الذي أعاد انتخاب السيد الطيب الهواري أمينا عاما للمنظمة لخمس سنوات جديدة، وحمل معه تتويجا انتظرته المنظمة من سنة 1994 وتمثل في إعلان ميلاد منظمتين عربية وإفريقية لأبناء الشهداء تم التوقيع على وثيقة تأسيسهما بمناسبة انعقاد المنتدى العربي الإفريقي لحركات التحرر الذي نظمته المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء· وفيما شهدت أشغال المؤتمر الرابع للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء حضور الرئيس الصحراوي السيد محمد عبد العزيز الذي أثنى في كلمة له على البطولات التي صنعها المجاهدون الجزائريون ضد المستعمر الفرنسي على مدى 132 سنة، منوها بمساندة الجزائر للقضية الصحراوية العادلة، وجه المنتدى العربي الإفريقي في ختام أشغاله رسالة شكر وعرفان لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، نظير مجهوداته في سبيل مساعدة ودعم أبناء الشهداء وإدماجهم في الحياة الاقتصادية ومراكز القرار في الدولة، وكذا مبادرته الخاصة بالمصالحة الوطنية لتحقيق مجتمع متضامن، كما اعترف المنتدى بمجهودات الرئيس وموقفه الثابت إزاء القضيتين الصحراوية والفلسطينية ومساندته للشعوب المستعمرة والقضايا العادلة بإفريقيا لتحقيق السلم والاستقرار والأمن· واحتضنت الجزائر الأسبوع الماضي عدة تظاهرات دولية واقليمية على غرار ملتقى الفكر الإسلامي وملتقى مؤسسات حقوق الإنسان في الوطن العربي، اللذين افتتحت أشغالهما برسالتين لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، حث في الاولى أبناء الأمة الإسلامية والشباب الجزائري بوجه خاص على التمسك بالنهج المحمدي والتخلي عن وهم العزة خارج الوطن، بينما أبرز في رسالته لمؤسسات حقوق الإنسان في الوطن العربي أهمية الدور المنوط بهذه الأخيرة من أجل ترقية حقوق الإنسان وإيجاد آليات أكثر مرونة تساهم بصورة فعالة في تحقيق السلم الاجتماعي· على صعيد آخر كشف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي نهاية الأسبوع الفارط عن الخطوط العريضة لإستراتيجية التشغيل الجديدة، مؤكدا بأن الحكومة تراهن من خلال هذه الإستراتيجية على تخفيض نسبة البطالة إلى ما دون 10 بالمائة في الفترة الممتدة من 2009 إلى 2013، وذلك بمعدل إنشاء 450 ألف منصب شغل في عام، يرتقب أن يتم تجسيدها باستحداث جهاز للإدماج المهني وتدعيم وتشجيع الاستثمار المولد لمناصب الشغل· وفي إطار تنسيق العمل العربي ودفع التعاون الثنائي بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، وقع البلدان الأسبوع الماضي في إطار الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى الجزائر، على مذكرة تفاهم حول إنشاء آلية للتشاور السياسي والتنسيق بين البلدين·