نشط مؤخرا الدكتور بجاجة عبد العزيز المختص في ترميم المعالم التاريخية بقاعة المحاضرات لقصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة محاضرة تمحورت حول مشاريع ترميم التراث الأثري في الجزائر واقع وآفاق أبرز من خلالها الجهود التي تبذلها الدولة لحماية التراث الذي تزخر به الجزائر سواء كان ماديا أوغير مادي من خلال سنها لترسانة من القوانين. وتطرق المحاضر بإسهاب لمشاريع الترميم التي باشرتها الوزارة كما هو الأمر بقصر الباي بوهران ومشاريع إعادة تأهيل مبنى الجامع الكبير وكذا المتحف القديم والمدرسة الخلدونية في مركب سيدي بومدين وكذا ترميم المنصورة وإعادة تأهيل وترميم قصر ''المشور'' وأيضا مركب ''أغادير'' الذي يحتوي على أقدم مسجد في الجزائر ومسجد سيدي بلحسن بتلمسان إضافة إلى مشاريع الترميم الأخرى بكل من قسنطينةوسكيكدة وغيرها.. وإذ ثمن المحاضر تلك الجهود المبذولة من قبل الوزارة في ما يخص سعيها لحماية الموروث الثقافي واسترجاعه والحفاظ عليه كونه ذاكرة الأمة إلا أنه اشار بمقابل ذلك إلى النقاط السوداء في طرق ترميم بعض تلك المعالم التاريخية التي تمت- حسبه - بمقاييس غير علمية وغير تقنية كما هو الشأن بقناطر المياه بقسنطينة أومدرجات المسرح الروماني بسكيكدة الذي أفرغ عن محتواه أوالموقع الأثري ايمدغاسن في ولاية باتنة وكذا عند ترميم قبر البطل الأمازيغي ماسينيسا، مؤكدا على أن مثل تلك الأشغال يجب أن تسند إلى كفاءات عالية متخصصة ومكاتب دراسات مؤهلة..ليقدم بعدها للحضور لمحة تاريخية عن وضعية المواقع الأثرية خلال ستينيات القرن الماضي، مشددا على الدور الكبير الذي تلعبه الجمعيات المتخصصة وكذا مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة فيما يخص حماية التراث المحلي مع تأكيده على ضرورة إقحام البلديات في العملية عن طريق سن قوانين ومراسيم جديدة... مع العلم أن هذه الندوة التي شارك فيها عدد كبير من المهتمين بالآثار بما في ذلك الجمعيات تندرج في إطار تظاهرة شهر التراث الثقافي بعاصمة روسيكادا-.