أجمعت مداخلات خبراء في قطاع الإعلام على حتمية فتح قطاع السمعي البصري في الجزائر لحفظ أمن الجزائر من التهديدات والمخاطر الناتجة عن نقص فضاءات النقاش، والتي غالبا ما تنقل إلى بلاتوهات أجنبية يقبل الجزائريون على مشاهدتها كبديل عن القناة الوطنية العمومية التي تبقى لا ترقى حسبهم إلى مستوى احتياجات المواطن، مع الدعوة إلى ضرورة تقنين القطاع ليكون في مستوى التنافسية المطلوبة. وقد اثار أعضاء من نادي قدماء طلبة المدرسة الوطنية العليا للصحافة التي تأسست منذ 6 أشهر خلال تنشيطهم امس ندوة بجريدة الشعب حول ''قطاع السمعي البصري ،،رهانات وتحديات ''اشكالية القطاع في الميدان والآليات الكفيلة بدفعه لتحقيق الاهداف المنشودة من خلال ارساء استراتيجية تعزز من تواجده في الحقل الإعلامي، مع دعوة السلطات العمومية الى تحرير هذه المبادرة. وفي هذا الصدد اكد الدكتور احمد عظيمي الأستاذ الجامعي ان عدم فتح قطاع السمعي البصري يؤثر على الامن الوطني لأن النقاش حول قضايا تهم البلاد لا يتم بداخلها وانما في الخارج وفق اهداف محددة، واعطى في هذا الصدد مثالا عن موجة الاحتجاجات التي عرفتها البلاد شهر جانفي الماضي، حيث شكلت مادة اعلامية دسمة للعديد من القنوات الاجنبية. وأشار الى ان الرأي العام الجزائري اليوم عرضة للتضليل في ظل عزوف الكثير من المواطنين عن مشاهدة القناة الوطنية، واصفا هذا السلوك ب''الكارثة''في الوقت الذي تحدق فيه المخاطر على البلاد بسبب الاوضاع التي تمر بها بعض الدول العربية. وأعاب المتحدث غياب استراتيجية لفترة ما بعد الارهاب يتم من خلالها اعادة تفكير الرأي العام الوطني، وزادها تعقيدا غياب الرموز الايجابية الوطنية في التلفزيون والتي يمكنها ان تؤثر على الشباب الجزائري الذي يفضل تبني رموز اجنبية حتى وان كانت لا تتمتع بنفس وزن الرموز الوطنية. وفي هذا الصدد اكد المتحدث انه من الضروري ان نمتلك منظومة اتصالية وطنية ذات كفاءة ومصداقية. وقال عظيمي انه لا يجد سببا لعدم فتح هذا المجال لحد الآن، في وقت يلتقط فيه الجزائريون ألف قناة اجنبية، ليضيف ان وسائل الاتصال لم تعد مجرد وسائل لنقل معلومات فقط، بل اصبحت تستعمل في الحرب والتأثير وتوجيه الشعوب، مستدلا في هذا الصدد بالدور الذي قامت به هذه القنوات في إسقاط العديد من الحكومات وهو ما تقوم به بعض القنوات العربية التي تسلط الضوء على انتفاضات في بعض البلدان العربية دون أخرى. ومن جهته استعرض بوعلام عيساوي وهو منتج في القطاع الخاص واقع الانتاج وعلاقته بالتلفزيون، مشيرا الى التأخر الذي مازال يعتري هذا القطاع واقترح في هذا الصدد انشاء لجنة وطنية للسمعي البصري لتقديم المقترحات اللازمة للنهوض بالقطاع، مع تحرير المبادرة لخلق المنافسة. أما الاستاذ معزوز رزيقي فقد ركز على ضرورة تبني آليات كفيلة بتأطير القطاع ومن ثمة ضمان الحريات من باب تفادي بعض التجارب الفاشلة في الماضي، حيث اعطى في هذا الصدد مثالا عن المجلس الاعلى للإعلام الذي قال بشأنه انه كان يفتقد لاستراتيجية حالت دون استمراره، وفي هذا الصدد اكد على اهمية انتقاء الكفاءات بإرساء قوانين فعالة.